الرجل والمرأة

وعندما يعود، لا تنسي كيف رحل

وعندما يعود، لا تنسي كيف رحل

منهم من يعود لأنّه يحنّ إلى الماضي فيتساءل هل ستستجيبين.
ومنهم من يُدرك الغلطة التي ارتكبها ويسعى لإصلاحها.
منهم من يشعر بالذنب الشديد بسبب طريقة انتهاء العلاقة لدرجة أنّه لا يعود سوى لمسح الأخطاء من سجلّه ثمّ يختفي من جديد.
ومنهم من يعود بشكلٍ نهائيّ.
ولا نعرف متى سيعود الشخص أو لماذا.
ولكنّني لطالما كنت على قناعة تامّة بأنّنا إذا عاملنا الشخص جيّداً، وحاولنا على الأقلّ أن نتصرّف معه برُقيّ، فلا بدّ أنّه سيجد طريق العودة إلينا من جديد.

لذا عندما يعود، أنصحكِ أن تتذكّري بعض الأشياء.

تذكّري كيف بكَيتِ في آخر حوارٍ دار بينكما.
وتذكّري كيف حطّم الثقة التي هي رابط كلّ العلاقات.
تذكّري كم كان صعباً عليكِ أن تتواجدي في ذلك المكان وتشاركي في ذلك الحوار.
والإرتباك الذي شعرتِ به في تلك اللحظة بينما سالت دموعكِ على خدّيكِ.
ولكن ما أريد منكِ أن تتذكّريه بالأخصّ، هو كم كان سهلاً عليه أن يرحل دون أن ينظر خلفه.

أريد منكِ أن تتذكّري كم كان من الصعب عليكِ أن تنامي، أن تأكلي وأن تكملي حياتكِ بشكلٍ عمليّ خلال الأيّام الأولى التي تحوّلت بعدها إلى أسابيع ومن ثمّ أشهُر.
أريد منكِ أن تتذكّري الأصدقاء وأفراد العائلة الذين وقفوا إلى جانبكِ لينهضوا بكِ في أسوأ أحوالك وكيف تحطّمت قلوبهم أيضاً.
تذكّري كم من الوقت حدّقتِ إلى هاتفكِ آملةً أن يتّصل، ولكنّ الهاتف لم يرنّ.
أريد منكٍ أن تتذكّري كم كان صعباً عليكٍ أن تواعِدي شخصاً آخر من بعده، لأنّكِ وهبتِ قلبكِ بسهولة كبيرة من قبل، فقد اعتقدتِ أن هذا ممكن.
أريد منكِ أن تتذكّري تلك اللّيالي المظلمة التي لا يعلم بوجودها أحد وتلك الأفكار التي كانت تعذّبكِ.
عدم الشعور بالأمان. الشكوك. الرَيبة. الألم الذي اعتَدتِ عليه.

لا أقول هذا لكي أدفعكِ للحقد أو لكي تبقَي غاضبة. لأنّني أريد منكِ أن تتذكّري أيضاً لحظات أخرى.
أن تتذكّري كيف تمكّنت من النهوض من جديد.
كيف كان عليكِ أن تصبحي قويّة عندما كنتِ تشعرين بانّكِ ضعيفة جدّاً.
وكيف اخترتِ أن تحبّي بالرغم من المثال الذي يتعارض مع كلّ معاني الحب.
كيف سامحتِ بالرغم من أنّ كلمات الاعتذار بقيَت صامتة.
وكيف كان عليكِ أن تتعلّمي أن تحبّي نفسكِ من جديد.

إذا أعجبكم مقال “وعندما يعود، لا تنسي كيف رحل” لا تترددوا في التعليق والنشر.

للمزيد من المقالات المشابهة.. تابعونا على موقع الرجل والمرأة

وعلى صفحة الفيسبوك الرجل والمرأة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى