ماذا عن الحب

هل تستحق (تستحقين) أن يحبك أحد؟

أن نفكر بشكل ايجابي بأنفسنا يسمح بأن نستعيد زمام السيطرة على حياتنا وأن نتحكّم بها.

أن تعرف رأيك بنفسك مهم جداً من أجل أن تحقق ذاتك. ما هو رأيك بنفسك من دون أن تحتاج لأن تسأل الآخرين عن رأيهم؟ هل تعرف حسناتك وسيئاتك؟ هل تشعر بأنك تبذل قصارى جهدك؟ كيف تحكم على نفسك؟

هذا الاستعراض للوضع ضروري جداً خلال حياتنا بغض النظر عن العمر، لئلا يشوّشك ويعرقلك التخريب الذاتي المستمر الذي يمنعك من أن تتقدم كي تبني ذاتك والذي يجعلك تتلقى مشاعرك غير السارة.

ما العمل كي تعرف نفسك بشكل أفضل؟

عندما تواجه الآخرين في العلاقات الاجتماعيّة، غالباً ما ترى نفسك في نظرتهم وتتخيّل ما يمكن أن يكون رأيهم بك. وبالتالي، تتشكّل في ذهنك الصورة التي تعتقد أنها تتطابق مع توقّعاتهم أو تطلعاتهم. وتنسى في سعيك الدؤوب كي تشبههم أنك تبتعد عن طبيعتك الحقيقيّة وعن أصالتك وحقيقتك كي تخضع للمعايير الاجتماعية وتلتزم بما تعتقد أنه أفضل كي يتقبّلك الآخرون.

وتبني بهذه الطريقة أسلوب حياة وطريقة تصرّف وسلوك بعيدين كل البعد عن شخصيتك الحقيقية.

أن تعرف نفسك بشكل أفضل يعني أن تسمح لنفسك بأن تستعيد سلطتك الكاملة على حياتك بحيث تتساءل لماذا ترمي التفاعلات الاجتماعيّة بثقلها السلبي على تحقيق ذاتك وتطوّر شخصيتك.

أن تطرح على نفسك هذا السؤال يعني أن تنظر إلى ذاتك بشكل مختلف. عندما تتفاعل مع الآخرين وتقيم علاقات معهم، هل تنطلق من وجهة نظر ايجابية نحو ذاتك أم تنظر إلى نفسك من زاوية ضيّقة ومتشنّجة؟ من الجيد أن تعرف ما الذي يجعلك في هذه الحالة النفسيّة المتشنّجة. ما الذي يؤثر في استرخائك وفي ثقتك بنفسك؟ في أيّ لحظة تشعر بالضياع عندما تكون برفقة الآخرين؟

أن يكون رأيك بنفسك سلبياً يعني أن تسجن نفسك في موقف مغلق ومنهِك من الناحية النفسيّة يمنعك حكماً من أن تكون بخير!

هذه هي الطبيعة البشريّة. نحن نقيم مع أنفسنا علاقة متطلّبة للغاية بحيث يصبح من الطبيعي ألا ننجح لاحقاً في أن نشعر بالقدرة على فتح قلبنا بسهولة أمام الآخرين.

كم من الأفكار السلبيّة تمرّ في ذهنك بشأنك؟ كم من مرة خطر لك أن تهنئ نفسك على جهودك؟ في المقابل، كم من مرة شعرت بالغضب حيال نفسك، حيال ردود أفعالك، حيال تصرفاتك، حيال أخطائك…؟

كلما كانت علاقتك بذاتك سامة، كلما كانت علاقتك بالآخرين معقّدة. كيف تأمل أن تنجح في الارتباط بسهولة إن كانت الفكرة التي لديك عن نفسك سيئة جداً وإن كنت أنت عدو نفسك؟

أنت ما تعتقده عن نفسك! أنت قلة الثقة التي تُظهرها. وأنت شكوكك، مخاوفك، وترددك. أنت ذاك الشخص السلبي وغير المتسامح اتجاه نفسه!

عندما تدرك الحدود التي تضعها لنفسك بسبب هذا الشرّ المجانيّ التي تمارسه بحق نفسك. ستفهم بشكل أفضل لما يتصرّف الآخرون بشكل سيء معك. ما الذي يجعلك تتيح لهم الفرصة كي يستسهلوا التعامل معك بعدم احترام، كما لو أنك تعطيهم العصا كي يسددوا لك الضربات! أنت تفعل ذلك عبر ملاحظات من نوع “أنا فاشل”، “أنا غير قادر”، “لا أجيد كذا”، “لا أنجح في شيء!”، “لا أحب نفسي”.

من الضروري أن تقول لنفسك إنك السيد الوحيد على متن قطار وجودك بغض النظر عن قصة حياتك. إذا عجزت عن أن تقول لنفسك إنك شخص جيّد، فيجب أن تحدد سريعاً مصدر هذا الحكم السلبي على الذات كي تضع له حداً نهائياً.

غالباً ما نجد الأجوبة في الطفولة: النموذج التربويّ للأهل، المضايقات، الإهانات… إنما يعود لك الآن في سنّ الرشد أن تكسر هذه الصورة السيئة التي كوّنتها عن نفسك. لئلا تُضطر لأن تصادق عليها على أنها حقيقية أو صحيحة! لم يعد عليك أن تحمل في داخلك شعوراً بالذنب لأنك ما أنت عليه. آن الأوان كي تتصالح مع ذاتك!

ولهذه الغاية، لا بد من إجراء عملية تأمّل ذاتي كي تغوص في عمق ما يمنعك من أن تكوّن رأياً ايجابياً عن ذاتك.

إنّ تمرين استكشاف الذات يصلح للجميع. إن كنت تعيش فقط عبر “زر الإعجاب” أو المديح والثناء، فانطلق نحو اكتشاف ذاتك ما يسمح لك بأن تتحرر من صورتك لتستعيد حقيقتك الكاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى