علاقات زوجية

موت الزوج: كيف تتعايشين مع الخسارة؟

موت الزوج: كيف تتعايشين مع الخسارة؟ قصة حب تنتهي بموت أحد الزوجين تجسد تمزق العلاقة بشكل مؤلم جداً. يستمر هذا الاتحاد لفترة طويلة بعد الوداع الأخير. فعيش حالة حداد على شريك حياتكِ هو من دون شك أحد أسوأ التجارب في حياتك.
هل تشعرين بأن هذا الألم سيطاردكِ إلى الأبد؟ وأنك ستمضين معه بخوف نحو المجهول في مواجهة واقع لم تختاري حدوثه؟ من الطبيعي أن تمري بهذه المشاعر كلها. يولّد هذا الموت فراغاً يتم ملأه في البداية بالحزن الشديد والعميق.
تبقين مأخوذة بهذا الحب الذي لن تتمكني من مشاركته بعد وفاة شريك حياتك ما يسبب لكِ حزناً شديداً. الحداد هو تعبير عن هذه المعاناة، لكن عملية الحزن تقدم نفسها كبوصلة لمساعدتك على إعادة تعريف هذا الرابط الأبديّ.
أود أن أخبرك أنك تستطيعين اجتياز هذا الحزن، متجهة خطوة بخطوة نحو الشفاء.

الموت أو الحداد، هذا الرفيق الذي لا يمكن التنبؤ بقدومه

سيكون الحزن على موت شريك حياتك عملية معقدة، لأنه يترافق مع الكثير من الأحزان الأخرى. في المراحل الأولى، ستواجهين “الخسارة الأولى”: غياب الشخص الذي تحبينه.
بعد ذلك، ومع مرور الأسابيع، ستكتشفين “الخسارات الثانوية” التي تزيد من حدة المعاناة العاطفية. ستجدين نفسكِ مجبرة على تكييف حياتك اليومية من دون وجود شريك حياتك. وسيكون عليكِ تطوير عادات جديدة ومواجهة الوحدة.
اعلمي أنكِ ستواجهين كل يوم أحداثاً تذكرك بحياتك السابقة مع زوجك الذي رحل. من المحتمل أن تثير هذه الذكريات موجات من الحزن، تكون شديدة في بعض الأحيان. كما يجب أن تعلمي أنه من الطبيعي أن تشعري بموجات الحزن وبالتعاسة والإحباط. ولن تأمني من هذه الموجات حتى لو مضى وقت على موت شريك حياتك ولو بذلت جهوداً ضخمة للمضي قدماً.
لماذا يحدث هذا، رغم مرور والوقت والصبر اللامتناهي؟ ما الذي يجعل ذكرى ما تدفعنا إلى الابتسام تثير في داخلنا اليأس في اليوم التالي؟
لأن الحزن الذي يسببه الموت أمر لا يمكن التنبؤ به وعدد الأحزان الثانوية المترافقة معه يبرز عمق هذا الجرح غير المرئي.

غياب العادات

من الواضح أن الموت يولّد فراغاً في مساحة حياتنا المشتركة. ويترافق هذا مع اعتبارات لوجستية أخرى.
في الحياة الزوجيّة، غالباً ما يكون هناك اتفاق ضمني على توزيع المهام فلكل شخص مهاراته وخياراته المفضّلة. فجأة، يقع كل شيء على عاتقك وحدك. ما من تقاسم لأيّ من هذه المهام: الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال والتسوق. وكل محاولة للتكيّف مع هذه التغييرات تذكرنا بمن خسرناه مراراً وتكراراً.
والحياة تستمر في تذكيركِ من دون توقف بخسارتك وحزنك

  • الليالي وعطلات نهاية الأسبوع التي تقضينها بمفردك.
  • الهدوء الذي يعم المنزل.
  • آثار وجوده التي اختفت: الفوضى التي كان يسببها، ضحكته، الموسيقى التي اعتاد أن يستمع إليها، قهوة الصباح…
  • في البداية، ستكون التفاصيل التي تذكركِ به كثيرة لدرجة أنكِ ستشعرين بالضياع.
خسارة الدخل

يكون المال آخر ما تفكرين فيه بينما تشعرين بالحزن على فقدان زوجك. لكن الحياة تستمر ولا بد من دفع الفواتير. غالباً ما تتعاملين مع الضغط الإضافي المتمثل بمعرفة كيفية إدارة الشؤون المالية بنفسك. قد تشهدين تغييراً في مستوى المعيشة ما يفرض عليك اتخاذ خيارات صعبة ويمكن أن يضيف ضغطاً هائلاً وقلقاً إلى الفترة العصيبة التي تمرين بها. فعقلك في هذه المرحلة يتفاعل ببطء وليس من السهل عليك اتخاذ قرارات كبيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى