ما هو السر وراء سعادة بعض الأزواج؟

ما هو السر وراء سعادة بعض الأزواج؟ لماذا تبدو بعض العلاقات ناجحة وواعدة جداً، ولكنها تتلاشى مع مرور الوقت حتى تنتهي؟ ولماذا تصبح العلاقات التي تتسم بالفشل والتي لا يتناسب أفرادها مع بعضهم البعض، أقوى بكثير؟ حاولت أبحاث عديدة تحديد المواصفات الفردية التي تساهم في نجاح العلاقة ومن ضمنها كيفية إدارة الأفراد للصراعات الناشئة بينهم وطريقة تواصلهم.
تسلط تلك الأبحاث جميعها الضوء على الأسباب التي تؤدي إلى نجاح علاقة ما. ولكن أظهرت دراسة جديدة أُجريت على 11 ألف ثنائي المكوّن السري الذي غالباً ما يتم تجاهله أو تناسيه والذي يعتبر المؤشر الأساسي لسعادة العلاقة والحميمية والرومانسية والتواصل العاطفي. السر لا يتعلق بشخصية الفرد أو بتاريخه الشخصي أو حتى باهتماماته. بالطبع، تلعب هذه الأمور جميعها دوراً في توقع نجاح العلاقات طويلة الأمد. ولكن حسب الدراسة، هي تلعب دوراً أصغر بكثير مما قد نعتقد.
ما هو السر وراء سعادة بعض الأزواج؟
ما هو السر إذن؟
بكل بساطة، وجدت الدراسات أن أهم مؤشر هو نوع العلاقة التي يخلقها الشركاء معًا مع مرور الوقت. بمعنى آخر، تتفوق جودة العلاقة التي يحظون بها على سماتهم الشخصية الفردية وتلعب دوراً فعالاً في سعادتهم.
استندت الدراسات التي تم إجراؤها في جامعة ويسترن في كندا على نوع آخر من تحليل المعلومات حيث اعتمدت دراساتها الـ43 على 11 ألف ثنائي. صرحت الكاتبة الرئيسية سامنثا جويل “يظهر ذلك أن الشخص الذي نختاره ليس بأهمية العلاقة التي نبنيها. المهم هو الطريقة التي يتفاعل بها الزوجان مع بعضهما.” أضافت بعدها أن الدراسة تظهر أن “الديناميكية التي نبنيها مع شخص ما والأعراف المشتركة والنكات والأحاديث والتجارب التي نشاركها معه هي أهم بكثير من كل فرد بحد ذاته في العلاقة”.
نظرت الدراسة في الخصائص الفردية التي تلعب دوراً في سعادة الزوجين مثل مشاعر كل فرد منهما تجاه وضعه وحياته ومدى ميله إلى الإصابة بالاكتئاب أو القلق ونمط ارتباطه بشريكه وما إذا كان والديه يتمتعان بزواج مستقر. يمكن لهذه العوامل أن تؤثر بشكل سلبي على العلاقة. ولكن أظهرت الدراسة أنها لا تعتبر مهمة جداً ولا تؤثر بشكل كبير على سعادة الزوجين بقدر ما تؤثر عليها نوع العلاقة التي تجمعهما أي طريقة تفاعلهما مع بعضهما ومشاعرهما تجاه هذا التفاعل. أي السرور والبهجة اللذان يغمران الثنائي عندما يكونان سوياً.
تتضمن هذه الوظيفة الأساسية ما يلي:
- شعوراً متبادلاً بالالتزام القوي تجاه بعضهما البعض، والإستجابة إلى احتياجات الفرد الآخر: “أعرف أنه/أنها يساندني/تساندني)
- مستوى مماثل من المتعة في حياتهما الزوجية
- شعور بأن الشريك راض عن العلاقة ومستوى متدنٍ من الصراع بينهما.
تتوافق كل هذه النتائج من الدراسة التجريبية أيضًا مع ما نراه سريريًا في الأزواج الذين يطورون متعة طويلة الأمد ومستمرة في علاقاتهم. نُشرت الدراسة في PNAS، وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم.-
كيف يبني الزوجان هذه العلاقة؟
ما لا يمكن أن تظهره الأبحاث بالطبع، هو كيف “يطور” هؤلاء الأزواج هذا النوع من الترابط والثقة والمتعة. هنا، يسلط البحث التجريبي والسريري الضوء على بعض ما يقوم الزوجان به لخلق ديناميكية إيحابية بينهما.
بشكل عام، الأمر الأهم هو التزامهما بالانفتاح المستمر والتواصل مع بعضهما البعض – مما يكشف عن آمال ومخاوف ورغبات كل منهما وشعورهما بالوجهة التي يرغبان أن تذهب علاقتهما إليها. لقد وصفت هنا كيف يفعل الأزواج ذلك من خلال ممارسة “الشفافية المتطرفة”.
هناك أدلة من البحوث التجريبية تثبت ذلك. على سبيل المثال:
- الرغبة في التخلي عن الاهتمامات الشخصية ومعرفة متى يجب وضع احتياجات شريككم قبل احتياجاتكم.ترتبط عملية التخلي عن المصلحة الذاتية بهذه الطريقة ارتباطًا مباشرًا بعملية التمتع بعلاقة سعيدة ودائمة. لن يساعدكم التشبث بغروركم ورغباتكم على التقدم في علاقتكم مع الشريك ويظهر ذلك جلياً في الأبحاث التي أجراها جون غوتمان وغيره.
- الشعور بأن شريككم يقدركم ويهتم بكم. يساعد ذلك على تقوية زواجكما أو علاقتكما وتمكينها ويزيد من إيمانكم باستمرارية العلاقة لوقت أطول. أثبتت دراسة أجرتها جامعة جورجيا، هذا الأمر.
- وجدت دراسة أخرى، أجريت في جامعة ويك فورست، أن العلاقة تصبح أقوى بكثير عندما يشعر شريككم المجهد بأنكم تفهمونه وتستمعون إليه. لا يحدث هذا فقط من خلال دعمكم اللفظي له، بل من خلال أشكال متعددة من التواصل العاطفي – التواصل البصري، الاستماع ، الفهم والإهتمام بشكل عام، بطرق غير لفظية. المفتاح الأساسي هنا هو الاتفاق على ما يراه شريككم مفيدًا. اسألوا عن الأمر إذا لم تكونوا متأكدين – ولا تفترضوا أنكم تعلمون.
بالطبع، معرفة السر وراء سعادة الأزواج على المدى الطويل ليس إلا الجزء العلمي من العملية بأكملها. ماذا عن التطبيق؟ يعتمد ذلك على فن العلاقة.
إذا أعجبكم مقال “ما هو السر وراء سعادة بعض الأزواج؟” لا تترددوا في نشره.
لمزيد من المقالات المشابهة.. تابعونا على موقع الرجل والمرأة
وعلى صفحة الفيسبوك الرجل والمرأة