ما الذي يجعل الرجل يسيء إلى امرأته عاطفياً ونفسياً ؟ وكيف تواجه الأمر ؟

في كتابهما عندما يؤلم الحب: دليل امرأة لفهم الإساءة في العلاقات، تكتب جيل كوري وكارين مكاندلس-ديفيد أن الرجال الذين يسيئون يعتبرون أنفسهم محور الكون، أرقى مستوى من الآخرين ويستحقون كل شيء. كما تشاركان أن ” الرجل يستخدم تكتيكات مسيئة لكي يفرض نظام معتقداته”. “تسمح له التكتيكات المسيئة بأن يبقى مسيطراً ويحصل على قوة أكثر من شريكته. فالرجل المسيء سيستخدم أي نوع من أنواع الإساءة التي قد يحتاجها لكي “يفوز” ويأخذ ما يريده.”
ما الذي يجعل شخصاً ما مسيئاً؟
بينما بإمكاننا رفض هذه الأفعال باعتبارها مروعة بطبيعتها، يشرح بانكروفت أن استيعاب السبب قد يساعد على معالجة السلوك التدميري.
كما كتب أن “الشخص المسيء هو إنسان، وليس وحشاً شريراً.” “لكنه يعاني من مشكلة شديدة العمق، ومدمرة لا يجب الإستهانة بها.”
بما أن الميول إلى الإساءة أمر معقد بطبيعته فقد يتبين أن جذورها بنفس مستوى التعقيد. تقول غريغوري إن السلوك المسيء يمكن أن ينجم أحياناً عن الشعور بالخوف والخزي. كما أن سبب هذه الميول قد يعود إلى إساءة عانى منها قبل فترة طويلة من لقائه بزوجته. وتقول إنه غالباً ما تكون نتيجة ذلك هي الحاجة إلى السيطرة على مشاعر الخزي من خلال الإساءة المستمرة. “لن أعود إلى موقف الضعف هذا من جديد، لذا سأفرض سيطرتي.”
ما الذي يمكننا فعله اليوم؟
لا تفقدوا الأمل: يمكن للزواج الذي يعاني أحد أطرافه من الإساءة العاطفية أن يتغير. يقول باكروفت إن الأمر يبدأ من خلال مساعدة الشخص المسيء لتفحص رؤيته إلى العالم ومنظوره. ويكتب، “ما يفاجىء هو أن مشكلة الإساءة لا تمتّ بأي صلة إلى مشاعر الرجل ولكنها ترتكز على طريقة تفكيره”. أما كوري وماكاندليس-ديفيد فتكتبان، “عملي كمستشارة هو الغوص في العقد المتشابكة التي تجعل الشخص المسيء يفكر بهذه الطريقة، ومساعدته على حلّ هذه العقد.”
أول ما يجب تخطيه هو وصمة العار المحيطة بفكرة الإستشارة. تشارك كوري وماكاندليس-ديفيد “معظم الرجال المسيئين يرفضون الإستشارة.” “لا يريدون أن يتحداهم أحد كما أنهم لا يريدون أن يعرف الآخرون بسلوكهم السيء. يرغبون في إبقاء إساءتهم سراً. فالسرية التامة هي أحد أسباب فعالية هذه الإساءة.”
هذا شبيه بفكرة أن ضحية الإساءة غالباً ما لا تكون على دراية بتلك الإساءة إلى أن يشير المستشار إليها، كما تشرح غريغوري أن الجاني قد لا يعي في الأساس أنه يجعل هذه العلاقة سامة.
تقول أيضاً “لقد تحدثت إلى رجل متدين، ارتعب حين أدرك أنه يعامل زوجته كما كان والده يتعامل مع والدته، وكان قد أقسم أنه لن يفعل ذلك أبداً.” “وعندما اكتشف الأمر، ذهب وحصل على المساعدة لكسر تلك الحلقة.”
تحذر غريغوري من الإستشارة الزوجية كثنائي في هذه المرحلة، لأنه ليس من الآمن بالنسبة للضحية أن تقول الحقيقة كاملة أمام المستشار بوجود الشخص المسيء. وتضيف أن الإساءة ليست غلطة الضحية، ولكنها شيء على الشخص المسيء أن يعمل على معالجته بمفرده أولاً.
وتسأل، “كيف يمكن للزوجة أن تناقش الأمور بأمان خلال جلسة العلاج ثم تحتمل العودة في السيارة إلى المنزل بأجواء مشحونة بمشاعر الإحتقار نفسها، اللوم و”الضرب” العاطفي الذي أوصلهما إلى العلاج بالأساس، حتى لو لم يصل الموقف إلى الضرب أبداً؟” “لا يمكن لأي نوع من العلاج كثنائي أن يبدأ بأمان وفعالية طالما الإساءة ما تزال مستمرة.”
إذا أعجبكم مقال “ما الذي يجعل الرجل يسيء إلى امرأته عاطفياً ونفسياً ؟ وكيف تواجه الأمر ؟ ” لا تترددوا في نشره.
لمزيد من القالات المشابهة.. تابعونا على موقع الرجل والمرأة
وعلى صفحة الفيسبوك الرجل والمرأة