ماذا يجري في دماغ الرجل عندما يقع في الحب (بحسب العلم) ؟

إليكم وبحسب العلم، ما يجري في دماغ الرجل عندما يقع في الحب.
الحب هو أحد أجمل المشاعر وأقواها.
قد يبدو مخيفاً أن ندعه يدخل إلى حياتنا وأن نصبح ضعفاء بما يكفي لنجعل شخصاً آخر يحظى بهذا القدر من الأهميّة. عندما يقع الرجل في الحب، يمكن لهذا الشعور أن يصبح مصدر سعادة قصوى له تجعله يرغب في أن يفعل كل ما في وسعه كي تشعر المرأة التي يُحب أنها ملكة العالم.
لكن ما الذي يجري تحديداً في دماغه ويحثّه على هذا التغيير؟
تختصر المواد الكيميائية والهرمونات العمليّة كلها. يشعر الرجل بأنه “منتشي” كما لو أنه يتعاطى مادة مخدّرة. وتكون بداية العلاقة الفترة الأكثر إثارة لأنّ كافة المواد الكيميائية التي تُطلق في الدماغ تبدو جديدة ومسببة للإدمان. وهي على غرار السيجارة الأولى التي تحرر أعلى مستوى من النشوة في المرة الأولى. في بداية العلاقة، ينتج الدماغ معدلاً عالياً من الامفيتامين الطبيعي الذي يمنح الرجل شعوراً بأنه ثمل من الحب.
تزيد قوة هذا الشعور من طاقته وتغيّر سلوكه وأسلوبه في الحياة. ولهذا السبب، غالباً ما يكون الرجل أكثر مراعاة وحناناً في بداية العلاقة. وكما هو الحال مع الإدمان، ما أن يتذوّق الدماغ هذا الشعور مرة حتى يبدأ بالمطالبة به والبحث عن مصدره (المرأة التي وقع في حبها) كي يحصل على هذا الاحساس “بالمكافأة”. وكلما تفاعل مع المرأة التي يحب أكثر، كلما نشط الشعور “بالمكافأة” في الدماغ.

ويختفي الحكم السليم والسديد
يمكن للحب أن يضللنا ويجعلنا نحكم على الأمور بشكل خاطئ، وهذا هو السبب الذي يدفعنا حين نقع في الحب، لأن نغمض أعيننا عمداً عن المشاكل المحتملة حتى وإن كانت صارخة وفاضحة. يرى الرجل المرأة التي يحب كامرأة مثاليّة على كافة الأصعدة وينظر إلى كل عيب على أنه تحدٍ مثير ومشوّق يمكن أن يتجاوزه. ويمكن أن يُعزى موقفه هذا إلى غريزة البقاء لديه. فنحن كبشر مخلوقون أساساً كي نتزاوج، وهذه مسألة تطوّريّة.
يمكن للرجل أن يشعر بالحاجة لأن يبقى مع امرأته “المثاليّة” على مدى الطويل ليرزق بطفل. وحتى لو لم يكن هذا هو الحال فعلاً، إلا أنها نقطة انطلاق الدافع. فيهمل الرجل مصادر القلق ويصبح حكمه على الأمور مشوّشاً منذ البداية.
يمنح الحب ذكريات جيّدة
عندما يقع الرجل في الحب، تكتسح دماغه موجات هرمون الحب. وكلما قضى وقتاً أطول مع هذه المرأة، كلما نشط الناقل العصبي اوكسيتوسين الذي يعرف أيضاً باسم هرمون العناق. بالتالي، يربط بين المرأة التي ساعدته على تحرير هذا الهرمون وبين الذكريات والمشاعر الجميلة.
ويميل الدماغ في بادئ الأمر إلى تذكّر اللحظات الايجابية فقط حتى وإن مرّت العلاقة بلحظات مزعجة وفشل. ويمكن لهذا أن يساعد الرجل حتى على أن يتحرر من المخزون العاطفي الناجم عن العلاقات السابقة. وكلما تقرّب من امرأته الجديدة، كلما تعلّق بها أكثر.
سعادة شاملة تغمره
يمكن للرجل المغرم أن يكون سعيداً أكثر. ولا يعود هذا إلى أنّ امرأة ما أصبحت مصدر سعادته بل لأنّ الوقوع في الحب جعله يُطلق نسبة عالية من الدوبامين أو هرمون السعادة. ويتمتع هذا الهرمون بالقدرة على جعل الشخص يشعر أنه في حالة نشوة وفرحة غامرة. ويمكن لهذا أن يزيد حتى من قدرته على تحمّل الألم. كلما أطلق الشخص الدوبامين، كلما أصبح من السهل أن يتمتع بعقليّة ايجابية وأن يتحلّى بالأمل.
والدوبامين مسؤول أيضاً عن الآثار الجسديّة والماديّة للحب كالعقدة في البطن ونبضات القلب المتسارعة ورطوبة اليدين. وهذه الحالات ما هي إلا انعكاس لانجذابه إلى المرأة التي يرغب فيها.
لكنّ الحب هو أكثر من قبلات وعناق وعقد في المعدة، إنه أكثر من ذلك بكثير.