لِمَ ينسى كل شيء؟!

من لم تُقابَل بصمت عميق بعد تفوّهها بعبارة “ألا تذكّرك هذه الأغنية أو هذا المطعم بشيء ما؟” فلترفع يدها… نحن نعلم جيداً أننا مختلفات، لكن أن ينسى هذا الحدث أو ذلك أمر يقلقنا، لا بل يغضبنا. إليكن هذه المعلومات عن نقطة اختلاف تشكّل مصدراً للكثير من حالات سوء الفهم بين شخصين مرتبطين. تعرفوا معنا عبر هذا المقال لِمَ ينسى كل شيء؟!
ما إن تسمعي كلمة “تجذبينني” في الأغنية التي كانت تُبث عند تبادلكما لأول قبلة، حتى تخفق رموشك بجنون… عندما تمرين بالشارع، حيث لم تتوقفا عن الضحك بطريقة هستيرية لا يمكنك أن تنسيها، ستبتسمين…. أما هو فلا شيء. في الواقع، هو بالكاد يتذكّر هذه المواقف. إن كان الأمر جوهرياً وأساسياً بالنسبة إليك فهو يبدو له ثانوياً. تشتمل حياتكما كزوجين على هذه الذكريات الصغيرة والكبيرة التي تحبين مشاركتها لكنك لا تجدين لها الصدى الذي تتمنين.
النتيجة: ما كان ينبغي أن يجمعكما تحوّل إلى مصدر خلاف!
الفرق بين الرجال والنساء: التربية هي السبب
يذكّر الطبيب النفسي جان بول مياله بأنّ “الفروقات بين الرجال والنساء ليست ثقافية فقط. فالفكر كما الجسد له هويّة جنسية”. ناهيك عن أنّ التربية تعزز هذا الفرق وهذا التمييز. ويضيف الطبيب النفسي: “نحن كأهل لا نتصرف بالطريقة نفسها مع البنت أو الصبي، سواء شئنا ذلك أم أبينا!” كل واحد منا ينقل إلى أولاده مفهومه عن الجنسين، هذا المفهوم الذي تشرّب الصور المتوارثة من المجتمع منذ أجيال.
بالتالي، نرى الفتاة تلهو طيلة فترة طفولتها بالدمى وحفلات الشاي فيما يلهو الفتى الصغير بالسيارات… تشرح الدكتورة ماري كلود غافار: “تشعر أميرتنا الصغيرة بقيمتها في دورها كأم، وتُحفّز بالاهتمام الذي توليه للآخر.” تهتم بإطعام دميتها عندما تشعر بالجوع أو بتغطيتها عندما تشعر بالبرد، وهي تفكّر دوماً بشكل عاطفي بالآخر.
مما لا شك فيه أنّ هذا ينمي ذاكرتها العاطفية المذهلة التي تظهر عندما تصبح راشدة! وتشير الطبيبة النفسية إلى أنّ “الفتى الصغير يُشجّع على التنافس ويُظهر ميولاً طبيعية نحو الحركة، الشجار، والمخاطرة.”
إنهما برنامجان مختلفان تماماً ولا يزالان سائدين منذ القدم.

الرجل ليس امرأة
يتحرّك الذكر والأنثى من دون أدنى شك على إيقاعين مختلفين، ولا بد لنا من أن نعترف بذلك. وتصرّ الطبيبة النفسيّة على أنّ “النساء ينتظرن من الرجل أن يتطوّر جانبه الأنثوي أكثر”… وإذا استمرين في البحث عن المرأة لدى الرجل، فلا ينبغي أن تُفاجئهن الانتكاسات التي قد تنتج عن ذلك. ذكورنا لا يعانون بالضرورة من إعاقات عاطفية كما نعتقد، لكن الأمور وبكل بساطة تُترجم لديهم بطريقة مختلفة.
يكفي أن تلاحظي طريقته في إظهار اهتمامه عندما تشاركينه مشاكلك في العمل: إنه يحاول أن يجد حلولاً… فيما أنت تبحثين عن أذن تصغي إليك! والأمر نفسه ينطبق على الذاكرة العاطفية.
لا بد أنك ذكرت عندما التقيتما أنك تحبين ثمار البحر، ولهذا السبب اختار هذا المطعم الذي يقدّم هذه المأكولات لتحتفلا بعيد العشّاق. وسيحاول لاحقاً أن يثير اعجابك بالتأكيد فيفاجئك بدعوة إلى مطعم “المأكولات البحرية” الجديد الذي يقصده المشاهير، في حين أنك تحلمين بتكرار تجربة حبكما الجديد… في المكان نفسه.
التواصل بدلاً من إلقاء اللوم
لا بد أنك مقتنعة بأنك تتواصلين معه حين تسألينه: “ألا يذكّرك هذا المكان بشيء ما؟”. وفي هذه الحالة، سيشعر بأنه وقع في الفخ ويتملّكه الذعر لمجرد أن يخطر له أنه لن يعطي الجواب الصحيح (بلى، بلى). تبدو المسألة وكأنك تشيرين بإصرار إلى نقاط النقص والقصور لديه… وقد تتابعين حتماً كلامك بعبارة “إنه لا يعني لك شيئاً بالتأكيد!”. أنت تشعرين بخيبة أمل فيما يشعر هو باليأس وكأنك تحشرينه في زاوية وتلقين كل اللوم عليه. إليك حلين لهذا الموقف…
1- حاولي أن تتواصلي معه بتعاطف! حاولي أن تشاركيه ما تشعرين به وما يجري في داخلك. الرغبة التي تثيرها هذه الأغنية، الحنان الذي يتدفّق عندما تسيرين معه في هذا الشارع، الرغبة في الضحك التي تتملكك… كالكثير من ذكريات الماضي التي تشكّل شاهداً على روابطكما الحالية. لتكن منارات على الدرب الذي قطعتماه معاً. مدّي له يدك بدلاً من أن تخضعيه للاستجواب!

إليك حلاً آخر
توقّفي عن تحدّيه! في ما يتعلق بتواريخ المناسبات، لعلك ستشعرين بالرغبة في تركه يتدبّر أمره: “سنرى إن كان سيتذكّر وإن كان يعدّ لي مفاجأة طيبة!”. وهنا سيخضع لتجربة أخرى ويقع في دوامة جديدة! يمكنك على سبيل المثال أن تهمسي في أذنه: “من الرائع أن نحتفل بذكرى لقائنا الثالثة بعد خمسة عشر يوماً.” قدّمي له اقتراحات عما يمكن أن يجعلك راضية وسعيدة، إنما اتركي له بعض المساحة كي يرتجل، فمن شأن هذا أن يجنّبك الكثير من خيبات الأمل، وأن يعزز ثقته في قدرته على أن يضخّ مزيداً من السعادة في علاقتكما فيما هو يتصرّف على حقيقته… فلهذا السبب بالتحديد اخترته، لما هو عليه!
للمزيد من المقالات المشابهة.. تابعونا على موقع الرجل والمرأة
وعلى صفحة الفيسبوك الرجل والمرأة