لمَ يصعب على الأشخاص الذين يفكرون كثيراً أن يرتبطوا بعلاقة؟

لمَ يصعب على الأشخاص الذين يفكرون كثيراً أن يرتبطوا بعلاقة؟
تقول المغنيّة الأميركية بينك في إحدى أغنياتها: “سمحت لك أن تراني على حقيقتي، أظهرت لك حتى النواحي الأكثر ظلاماً في شخصيتي وأصلحتَ حالي بلمسات بسيطة وصغيرة.
وها أنت الآن تتكلم في نومك، وتبوح بأسرار لم تطلعني عليها أبداً.
قل لي إنك اكتفيت ومللت… أنا آسفة، لا أعلم من أين يأتي هذا الشعور، ظننت أننا على ما يرام.
أفكارك تضطرب، لكننا نملك كل شيء وهذا مجرد وهم في رأسك.”
إنّ العلاقة بين أيّ شخصين يشكلان ثنائياً معقّدة في الأصل، لكن إذا أضفنا جرعة من القلق وشخصاً يكثر التفكير إلى هذه اللوحة فسيزداد التعقيد ويتعاظم من دون شك.
يجب أن نفهم أن عقولهم تخدعهم وتتلاعب بهم.
يجب أن نفهم أنهم ينتبهون لكل ما نقوله لهم. ينتبهون لكل نظرة، لكل حركة، لكل كلمة. لا يفوتهم أيّ تفصيل مهما كان صغيراً، حتى تلك التفاصيل التي لا يلاحظها أحد سواهم.
إنهم يحللون، ويفكرون، ويعيدون التفكير ويحسبونها في رؤوسهم فيتخيلون بالتالي مشاكل ليست موجودة في الواقع، وليست حقيقية.
وإذا ما شئنا أن نبسّط الأمور لقلنا إنّ القلق أشبه بتحذير أو جرس انذار في مواجهة شيء سلبي قد يحدث.
كلمات من قبيل “ماذا لو” و”ربما” و”لعل” هي ما يُعقّد الأمور كثيراً.
إنّ هذا الخوف وهذا القلق من إمكانية أن تتحوّل “احتمالية حدوث أمر ما” إلى حقيقة واقعة يمكن أن يشلّا الأشخاص الذين يعانون من القلق المفرط.
يجب أن نطمئنهم ونواسيهم ونريحهم ونقول لهم إنّ الأمور ستسير على ما يرام.
طمئنوهم إلى أنّ الأمور على ما يرام، سواء أحدث شيء ما أم لم يحدث. قولوا لهم إنكم متمسكون بهم. أخبروهم أنكم موجودون إلى جانبهم على الدوام لدعمهم ومساندتهم. أعلم أنّ الأمر قد يبدو سخيفاً لكنه مهم جداً في نظر أولئك الذين يعانون من القلق المفرط.
يمكن لمجرد سؤال بسيط لم يتلقوا إجابة عليه (حتى وإن كان السؤال لا يستتبع رداً برأيكم) أن يثير اضطراب هؤلاء الأشخاص إذ من شأنه أن يدفعهم إلى الاعتقاد بأنهم ارتكبوا خطأً ما.
في بداية العلاقة، يهتم الشخص القلق بكل شيء، حتى بأصغر التفاصيل. وهو يظهر حذراً شديداً لكن كلما زادت ثقته بالشخص الآخر، كلما تعلّق به، وكلما تلاشى قلقه.
يجب أن نكون واثقين جداً وأن نتمتع باليقين لأنهم يفتقرون إلى ذلك
إنّ الأشخاص القلقين مترددون للغاية. يقضون أوقاتهم في سؤال الآخرين عما يعتقدونه وعما يريدونه وعما يمكن أن يسعدهم، الخ… وهذا لا يعني أنهم تابعون تماماً أو عاجزون عن مواجهة العالم وحدهم بل يعني أنهم عاشوا غالباً مع أشخاص أفقدوهم ثقتهم في انفسهم.
عليكم أن تفهموا أنّ الذنب ليس ذنبهم فهذه هي طبيعتهم.
إذا أعجبكم مقال “لمَ يصعب على الأشخاص الذين يفكرون كثيراً أن يرتبطوا بعلاقة؟” لا تترددوا في نشره.
للمزيد من المقالات المشابهة.. تابعونا على موقع الرجل والمرأة
وعلى صفحة الفيسبوك الرجل والمرأة