لماذا ننجذب نحو الرجل الذي يتعذر الحصول عليه ؟

لماذا ننجذب نحو الرجل الذي يتعذر الحصول عليه ؟
في مرحلة ما، تجد كل امرأة نفسها متعلقة برجل لا يمكنها الحصول عليه. كلما أعطى هذا الأخير القليل، تجد نفسها محفزة أكثر وأكثر. قد يصل الأمر إلى حد الماسوشية. لماذا ننجذب نحو الرجال الذين يتعذر الحصول عليهم؟ سنجيب عن هذا السؤال بمساعدة أخصائية.
الرجال الذين يصعب الحصول عليهم، الحلم الذي يشغل بال العازبات
الأمر عبارة عن رياضيات بسيطة. لا يبقى هذا النوع من الرجال في علاقات لفترة طويلة، ولهذا السبب، هم يشغلون سوق العزاب. غالباً ما يصعب الاحتفاظ بهم لمدة طويلة. تشرح مدربة العلاقات الغرامية، ماري سولاي كوردو: “عندما نلجأ إلى تطبيقات المواعدة، ثمة احتمال كبير بأن نقابل رجلاً يتعذر الوصول إليه، يتميز هذا الأخير بأسلوب تعلقه “المتجنب”. غالباً ما يبقى الأشخاص ذوي أسلوب التعلق “الآمن” في علاقات لفترة أطول”. بالطبع، لا تنطبق هذه القاعدة في جميع الحالات، ثمة بعض الإستثناءات.
لا يمكن أن نكتشف صعوبة الوصول إلى الشخص الذي نواعده من رسائله الأولى أو حتى المواعيد الغرامية الأولى. يجب الانتظار حتى مرور عدة مقابلات كي نستطيع ملاحظة هذه الخصلة في شخصية الرجل. عندها، يكون قد فات الأوان. تقول الأخصائية: ” من الصعب جداً أن تستسلمي وتنسحبي بعد الوقوع في حب رجل يتعذر الحصول عليه.”
تميل المرأة بعد ذلك للوقوع في ما تسميه ماري سولاي بالتفكير السحري: “هي تقنع نفسها أن الرجل سيتغير فور أن يدرك أنها تستحق ذلك. هي تأمل أن تخلق ما يحفزه للقيام بذلك.باختصار، تبدأ عندها الدوامة السامة.”

أنت تنجذبين نحو الرجال المتجنبين لأنك تفتقرين إلى احترام الذات
يتحكم احترامنا لذاتنا في علاقتنا مع الآخرين، وخاصة الرومانسية منها. يفتقر الأشخاص القلقون في حياتهم العاطفية عادة إلى احترام الذات. تحلل الأخصائية ما يلي: ” تميل هؤلاء النساء بالتحديد إلى الوقوع في حب أشخاص يصعب الحصول عليهم.”
تولي هؤلاء النساء أهمية كبيرة للرجل ذي أسلوب التعلق المتجنب وتجعلنه مثالهن الأعلى. هن يقللن من احترام ذاتهن، ظناً منهن أن لعبة الإغواء هذه هي فرصتهن الوحيدة للشعور بالحب. تحلل ماري سولاي نوعي الشخصية هذين وتشرح كيف يكملان بعضهما البعض: “بالنسبة للأشخاص القلقين، يؤكد التواجد مع أشخاص متجنبين كل ما يعتقدونه عن ذاتهم. أما الأشخاص المتجنبين، فهم يحبون أن يتم تقديرهم.”
بما أن النساء اللواتي يفتقرن إلى احترام الذات غير قادرات على رؤية الخير في أنفسهن، غالباً ما يشعرن بالارتياح، دون وعي، عندما يجدن أنفسهن في هذا النوع من العلاقات. بهذه الطريقة، لا تتغير نظرتهن لذاتهن، أي تلك النظرة التي تحثهن على الظن بأنهن غير جديرات بالحب أو الاهتمام. تنتهي علاقاتهن العاطفية بالدوران حول هذا النمط السام الذي يضر بصحتهن العقلية.
الوقوع في حب الرجال الذين يصعب الوصول إليهم: النتيجة الناجمة عن علاقة عائلية معقدة
يمكن تفسير التفضيلات الغرامية اعتماداً على العلاقات العائلية. يلعب نمط التعلق بالوالد، وبالأخص بالنسبة للفتاة، دوراً كبيراً في علاقاتها مع الرجال عندما تصبح بالغة. كما تشرح الأخصائية: “إذا كان والدنا بعيداً بعض الشيء، نحن نميل إلى البحث عن الخصلة ذاتها في الرجال، دون وعي مسبق”. نحن ننجذب نحو الشخصية الصعبة المنال لأنها مألوفة منذ الطفولة.
عندما يكون والدك بعيداً عاطفياً، ولا يعبر عن مشاعره أبداً، يولد داخلك رؤية محددة بشأن العلاقة بين الزوجين. تصرح ماري سولاي: “بعض النساء غير معتادات على رؤية الحب في عيون الرجل. هن يجدن أنه من الطبيعي أن يكنّ مع رجل لا يوليهن الكثير من الإهتمام. لا يثير الرجال ذوي أسلوب التعلق الآمن، القادرون على تقديم علاقة صحية وناضجة، اهتمام هؤلاء النساء. هن قد يشعرن بالاشمئزاز حتى عندما يرين الحب في عيون الرجل”. يبحث الأشخاص المتاحون والشفافون عن رؤية لا يمتلكونها حول أنفسهم. تقتنع معظم النساء أنهن لا يستحقّن الحب الدائم. أو على الأقل، لسن معتادات عليه.