لماذا نخاف من العلاقة الحميمة؟

الحياة عبارة عن تنازلات لا يمكن الهروب منها، سواء في العلاقة أم لا. يقوم العديد من الأشخاص بتنازلات عديدة في حياتهم اليومية. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالعلاقة، يلعب العزاب ورقة الإستقلالية والإكتفاء.
إذا كنتم تربطون العلاقة بالتضحية بكل ما هو مهم بالنسبة إليكم، أنتم في العلاقة الخاطئة. العلاقات لا تنطوي على التضحيات، وإنما على التنازلات. لا يمكن للحب أن ينبع من العدم دون أن تتورطوا شخصياً.
ما أرغب في قوله هو أنه بإمكانكم دائماً أن تعيشوا سعداء بمفردكم. هذه هي القاعدة الأساس سواء كنتم في علاقة أم لا. ما لا تستطيعون القيام به هو السيطرة على مشاعر الآخرين. كل ما بإمكانكم القيام به هو أن تكونوا ذاتكم، أن تنفتحوا، وأن تتمسكوا بالأمل وبإيمانكم بالحب.
بإمكانكم أن تسقطوا، أن تفشلوا، أن تنهضوا من جديد. ستعيشون يوماً هذه العلاقة عندما لا تخافون أن تنفتحوا أمام الآخرين وعندما تخاطرون بأن تنجرحوا. تدور العلاقات الرومانسية حول المخاطرة بالتورط الشخصي بقدر ما تدور حول خلق رابط مع شخص آخر.
تجعلكم العلاقات أكثر إيثاراً ومراعاة. هي تجعلكم ترون العالم كما لم تفعلوا من قبل. العلاقات هي دعوات لتعيشوا الحياة من خلال شخص آخر، بأكثر الطرق حميمية.
بإمكانكم أن تكونوا أيضاً مستقلين وأحراراً كما ترغبون، ولكن معرفة متى وكيف ينبغي عليكم القيام بالتنازلات هو جزء كبير من كونكم بشراً. لا يوجد معلّم أفضل من الحب لأن العلاقة الصحية لن تمنعكم من اكتشاف العالم وذاتكم. هي ستحفّزكم على ذلك. ستمتحنكم وتلهمكم. هذا ما يجعل هذه العلاقة أفضل ما في العالم.
عليكم أن تدركوا أن العلاقات لا تتعلق بإكمالكم للشخص الآخر، إنما بدخولكم بالكامل في العلاقة ومشاركة حياتكم بطريقة مترابطة.
لا يجب أن تخشوا هذه الحميمية التي يخافها الكثير من العزاب بسبب خوفهم من المعاناة. في العديد من الحالات، يخلق الأشخاص الذين عاشوا الحب حديثاً، انفصالاً من خلال تجنب الحميمية الحقيقية. عندما تدركون أنكم تخافون الحميمية، تفهمون بشكل أفضل سبب تخريبكم للعلاقات الجيدة التي تتاح لكم.
كتب عالم النفس والمؤلف روبرت فايرستون: “يقول معظمنا إننا نريد أن نجد شريكاً محباً، لكن تجربة الحب الحقيقي تعطل التخيلات الرومانسية التي كانت بمثابة آلية بقاء منذ طفولتنا المبكرة. دفع ومعاقبة من نحب يساعدنا في الحفاظ على الصورة السلبية التي نحملها تجاه نفسنا، ويقلل من قلقنا. “
يمكن أن تظهر مخاوفنا من العلاقة الحميمة على هيئة قلق من أن يحبنا الشخص الآخر كثيراً، وهو سبب غير منطقي يمنعنا من الخروج في موعد مع أحدهم. بإمكاننا أن نعاقب الشخص الآخر من خلال انتقاده، التصرف بطريقة غير لائقة معه، حتى نتأكد أننا لن نحصل على الإجابات العاطفية التي نرغب حقاً بها.
في الحقيقة، لا يستطيع العديد من الأشخاص سوى تحمل درجة محددة من التقارب. نحن نمتنع عن السماح لأي شخص آخر بالدخول. في الواقع، إلى مستوى أعمق، نحن لا نرغب فعلاً بالحب الذي نقول إننا نرغب فيه.