لماذا تفضل النساء القصيرات الرجال الطويلي القامة ؟

النساء القصيرات يفضلن عادةً الرجال الطويلي القامة. ولكن لماذا؟
لطالما فضلت النساء الرجال أصحاب القامة الطويلة. حتى في العصر الحديث، ما زال التطور يلعب دوراً مهماً في اختيار الشريك. تفضّل النساء القصيرات الرجال طويلي القامة لأنهن يربطن بين الحجم والأمان والصحة.
يبدو الرجل الطويل القامة مسيطراً أكثر ما يجعله شريكاً جذاباً للمرأة. بما أن النساء اعتدنَ أن يعطين الأولوية لحماية أسرهنّ من الحيوانات المفترسة، فمن الطبيعي أن يقع اختيارهن على الرجل الذي يبدو أنه الأقوى.
ينطبق الأمر نفسه على العصر الحديث، لكن لأسباب مختلفة. لم نعد نهرب من الحيوانات المفترسة، لكننا ما زلنا نتوق إلى الأمان والاطمئنان. فمجتمعاتنا مليئة بالمخاطر التي لا تشكل تهديداً مباشراً كالحيوانات المفترسة.
قد تختار النساء القصيرات الرجال الأطول قامة لاعتقادهن بأن الحجم مرتبط بالنجاح في عالم اليوم.
أكدت دراسة نشرت على شبكة SSRN هذه النظرية. وجد الباحثون أن المستطلَعين يجدون الرجال طويلي القامة جديرين بالثقة أكثر ويمكن الاعتماد عليهم. وبما أن الرجال الطويلي القامة يبعثون شعوراً بالثقة بشكل طبيعي، فيمكن أن يساعد ذلك في ضمان نجاحهم.
وبما أن النساء يجدن الرجال الذين يتمتعون بوضع مالي مستقر أكثر جاذبية، فإن هذه النتائج تبدو منطقية. حتى لو لم يكن المال العنصر الأوحد في العلاقة، إلا أنه يوفر شعوراً بالاستقرار.
ثمة دراسات أخرى تؤكد أن النساء القصيرات غالباً ما يخترن الرجال الطويلي القامة. استخدم بعض الباحثون في هولندا بيانات جُمعت في دراسة استقصائية شملت 12502 من الأزواج من المملكة المتحدة في عام 2000. وأظهرت الدراسة التي تم تقويمها من قبل الزملاء ونُشرت في العام 2013 أن الرجال كانوا أطول من النساء في 92.5٪ من الزيجات.
بلغ متوسط فرق الطول 14.1 سم.
وسجّل الرجال والنساء الطول نفسه في 3.4٪ من الزيجات فيما كانت المرأة أطول من الرجل في 4.1٪ من الزيجات التي شملها الاستطلاع. كما أظهر استطلاع أجري في الولايات المتحدة عام 2009 نتائج مماثلة بعد سؤال أكثر من 5000 أسرة. كشف الاستطلاع أن 92.2٪ من الرجال كانوا أطول من شريكاتهم.
وجود اختلاف في الطول بين الزوجين لا يضمن بالتأكيد استمرار العلاقة. كشفت دراسة نشرها المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية في العام 2014 أن نسبة الرجال القصيري القامة الذين يطلقون زوجاتهم أقل من طويلي القامة. ولعل هناك سبب تطوري لهذا الأمر، لكن الدراسة لم توضح ذلك.