لماذا تجد النساء الذكيّات أنفسهن عالقات في علاقة مدمرة؟

تخيّلوا امرأة تمتلك كافة المقوّمات، من الجمال إلى النجاح. تبذل قصارى جهدها في كل ما تفعله، بما في ذلك في علاقة لا تستحق جهودها. لا بد أنك شهدت من قبل نوعاً مماثلاً من العلاقات، أو وقعت ضحيته.
تدرك المرأة في سرّها أن العلاقة ليست كما يجب أن تكون. لكن وعلى الرغم من ذلك، ثمة عوامل نفسيّة عميقة تبقيها عالقة في علاقة غير صحية.
مشاكل من الطفولة لم يتم حلها
كلما كانت علاقتنا بأهلنا في الطفولة آمنة ومستقرة وصحيّة، كلما أصبحت علاقاتنا العاطفيّة أفضل ونحن بالغون. نحن نتلقى أول انطباع عن الحب، والتواصل، والثقة من خلال علاقتنا مع والدينا. أما الفتاة الصغيرة، فيمكن للرابط الذي تبنيه مع والدها أن يتنبأ بنوع العلاقات التي ستقيمها مع الرجال لاحقاً.
يمكن للأب غير الحاضر من أجل أولاده أن يخلق شعوراً بالتخلي لدى ابنته، فتعوّض عنه لاحقاً في علاقة تعتمد خلالها تماماً على شريكها من دون أن تدرك ذلك. تتعلم الفتاة أيضاً أن تتعامل مع السلوك السيء على أنه طبيعيّ وتقيسه على مقياس أنّ حب والدها لها لا ينقص أو يتغيّر حتى لو غضب، وينبغي أن تسمح بحصول الأمر ذاته مع شريكها.
وثمة اعتقاد في علم النفس أيضاً بأننا نميل أحياناً إلى تكرار الأنماط السامة نفسها في العلاقات بحثاً عن إجابات. قد تجد المرأة نفسها على سبيل المثال، في علاقة مع رجل يشبه والدها تماماً، وهي تأمل في لاوعيها أن تتمكّن من إصلاح الأجزاء التي تكرهها في نفسها أو في هذه العلاقة.
الملل من الإستقرار الخالي من التحديات
في عالم مثالي، نحن نرغب في أن نشعر بالحب والأمان. لكن للأسف، ما من شيء مثالي في عالمنا. نحن معتادون على الشعور بالاندفاع والعجلة لإنجاز الأمور خطوة تلو الأخرى. نحن مبرمجون للعمل بأقصى قدرة ممكنة كي نبلغ مستوى حياة أفضل ونجاحاً أكبر.
تدرك المرأة الذكية أنّ عليها كي تنجح، أن تحدد لنفسها أهدافاً وأن تعمل من دون توقف لتحقيقها. من الصعب أن تفصل هذه العقلية عن علاقاتها.
عندما يجد هذا النوع من النساء نفسه في علاقة مستقرة ومريحة، قد يشعر بالملل أو الإرهاق بسبب غياب التحديات. قد تشعر المرأة أحياناً أنها لا تستحق هذا النوع من العلاقات أو أنها غير واقعيّة أو حقيقيّة أو أنها لن تدوم طويلاً. يلزمها الكثير من الوقت لتتخلّص من هذه العقلية وتثق بعلاقتها الصحية.
نقص حب الذات
من المؤسف أنّ معظم النساء اللواتي ينجذبن إلى العلاقات غير الصحية، هن نساء لا يحببن أنفسهن. نحن نميل إلى إسقاط مخاوفنا على الآخرين.
هذا لا يعني أنهن يقمن علاقات مع رجال يعكسون العيوب كلها التي يخشونها في أنفسهن بل يعني أنهن يقبلن الحب الذي يظنن أنهن يستحقنّه.
يمكن حتى للمرأة الذكية أن تقنع نفسها ظلماً وزوراً أنها ليست لطيفة وودودة في أيامها السيئة، وأنّ الوزن الذي اكتسبته يجعلها غير جذابة ومرغوبة، وأن نجاحها يجعلها مُهابة ويُرهب من حولها. وهذا كله من شأنه أن يجعلها تعتقد أنّه لا يمكن لشخص آخر أن يحبها بشكل أفضل.
لا يقتصر الحب على القبل وذاك الشعور اللذيذ في الأحشاء بل هو أكثر من ذلك بكثير.