للحب عبر الإنترنت سمعة سيئة. هل يستحقها؟

للحب عبر الإنترنت سمعة سيئة هو بريءٌ منها. إذ يمكن للعلاقات عبر الإنترنت أن تكون مُرضية وغنيّة أيضاً. بالرغم من وجوب توخّي الحذر دائماً، إلّا أنّ العديد من الأزواج تعرّفوا على بعضهم البعض بفضل التكنولوجيا الجديدة ويعيشون علاقاتٍ ثابتة، واعدة وسعيدة.
للحبّ في عصر التطبيقات سمعة سيّئة. يقولون إنّ التعرّف على شخصٍ ما عبر الإنترنت أمرٌ خطير، وأنّ العلاقات بهذه الطريقة هشة وضعيفة، وأنّ الاختفاء أمرٌ شائع ghosting (إنهاء العلاقة بشكل مفاجىء عبر الإنسحاب من وسائل التواصل)، وأنّكم لا تستطيعون أن تثقوا بأحد وأنّ الشيء الوحيد الذي يبحث عنه الكثيرون هو الجنس.
ربّما يكون كلّ ذلك صحيحاً. ولكنّ الوقوع في الحبّ عن بعد أصبح شيئاً عاديّاً، و في بعض الأحيان يمكن أن يكون ناجحاً…حتّى أنّه يستحقّ العناء.
تغيّر طرق التعارف
تغيّرت طرق التعارف على أشخاص جدد وشركاءٍ محتملين، بشكلٍ كبير خلال السنوات الأخيرة. لدرجة تجعلنا نقول بشكلٍ شبه مؤكّد، أنّه أصبح من الأسهل لأغلبيّة الناس أن يستخدموا الإنترنت أو التطبيقات على أن يخرجوا إلى العالم الحقيقيّ لكي يتعارفوا. علاوةً على ذلك، يبدو أنّ فتح الباب أمام ما هو إفتراضيّ، أمرٌ مفيدٌ في فترة الوباء والحظر هذه، أكثر من أيّ وقتٍ مضى.
نعم، يمكن أن يساورنا الشكّ. ولكن، لا يستطيع أحد أن ينكر كم أنّ الأمر سهلً وعمليّ: يكفي التسجيل في أحد التطبيقات ومشاهدة سلسلة من الملفّات الشخصيّة، بانتظار التطابق match الذي نأمل إيجاده.
ما يحدث بعد ذلك، هو لغز، لكنّ الإنتقال من العالم الإفتراضيّ إلى العالم الحقيقيّ يحمل عدداّ لا يُستهان به من خيبات الأمل بنفس قدر عدد اللّقاءات الرائعة.
دعونا نشرح.

الوقوع في الحبّ عن بعد وعبر أحد التطبيقات: شيءٌ يصبح شائعاُ أكثر يوماً بعد يوم
نحن نتجاهل ما كان سيدور في رأس جان أوستن Jane Austen، إذا ما شرح لها أحدهم أنّه، بعد مئتي سنة من نشر رواياتها، لم تكن إليزابت بينيت ستحتاج للمشاركة في المناسبات الإجتماعيّة العامّة للقاء السيّد دارسي. ما عليها سوى التسجيل في Tinder ، OkCupid ، Badoo.
ليس من الضروريّ أن نخرج من منازلنا لكي نلتقي في موعدٍ غراميّ. لهذا الأمر حسناتٌ ومساوىء في الوقت نفسه.
فيما يتعلّق بالمساوىء، فهي أكثر من معروفة. في بعص الأحيان، بعد أن نقضي أيّاماً أو أسابيع في التحدّث مع شخصٍ ما، وبعد أن نشعر تجاهه بأحاسيس إستثنائيّة، يختفي السّحر والحماس بعد أوّل لقاء.
لأنّه وفي عددٍ لا يُستهان به من الحالات، يتطلّب اللّقاء وجهاً لوجه ما يتعدّى الإنجذاب الجسديّ أو التواصل المبني في عالم الإنترنت. يمكن لعوامل، عناصر وتفاصيل صغيرة أن تجعل الجاذبيّة تختفي بسرعة.
في المقابل، وفي حالاتٍ أخرى، يمكن أن نقع في الحبّ عن بعد، ثمّ نشعر بأنّنا وجدنا الشخص الذي نبحث عنه في الحياة، بعد الموعد الأوّل. إنّه موضوعٌ يشغل اهتمام باحثي علم النفس منذ قرون.
إذا أعبجكم مقال “للحب عبر الإنترنت سمعة سيئة. هل يستحقها؟” لا تترددوا في نشره.
للمزيد من المقالات المشابهة.. تابعونا على موقع الرجل والمرأة
وعلى صفحة الفيسبوك الرجل والمرأة