كيف نتجاوز أزمة سنّ الخمسين بسلاسة وهدوء؟

كيف نتجاوز أزمة سنّ الخمسين بسلاسة وهدوء؟ مما لا شك فيه أنّ النصائح الواردة أدناه قد لا تنطبق على الأشخاص الذين يطرحون على أنفسهم الأسئلة الصحيحة منذ سنوات والذين وجدوا الأجوبة عليها واشتغلوا على أنفسهم.
إنّ النصائح التالية تتوجّه أكثر إلى الأشخاص الذين يجدون أنفسهم فجأة في مواجهة أزمة منتصف العمر ويشعرون باضطراب شديد.
من أجل الذات
لنجتاز هذه المرحلة من الحياة بشكل جيد، من المهم أن ندرك من ناحية أننا نعيش اضطراباً، وأن نتنبّه من ناحية أخرى لحاجاتنا العميقة التي تتطلّب غالباً تغييراً داخلياً. وهذا لا يعني أن نتخلى عن كل شيء بل على العكس من ذلك، التغيير يجب أن يجري في داخلنا.
معلومة: علينا أن نعيش هذه المرحلة كعملية انتقال وليس كأزمة؛ فنحن لن نبقى في هذا الوضع مدى الحياة بل على العكس إذ يمكن لهذه المرحلة إذا ما أجدنا التعامل معها أن تساعدنا على أن ننطلق مجدداً بالطريقة الصحيحة لنعيش النصف الآخر من حياتنا!
ما ينبغي أن نتجنّبه بأيّ ثمن هو أن نعاند ونرفض أن نغيّر أيّ شيء إن كانت الأمور لا تسير على ما يرام، وإن كنا نشعر بالضيق وعدم الارتياح.
على العكس من ذلك، علينا أن:
- نتوقّف وأن نصغي إلى أنفسنا وأن نتقبّل حقيقة أنّ العديد من الأمور تغيّرت: حياتنا بشكل عام، وعلاقاتنا بالآخرين (العائلة، الشريك، الأصدقاء، العمل)، وجسدنا؛
- نسأل أنفسنا عما نحتاجه، عما هو مهم فعلاً بالنسبة إلينا في هذه المرحلة من حياتنا، أيّ أن نحدد أولوياتنا وفقاً لقيمنا (مسيرة مهنيّة، عائلة، الخ…)
- نفكّر في المستقبل كي نحدد أهدافاً أو نضع مشاريع تهمّنا وتجعلنا نرغب في أن نبذل قصارى جهدنا كي نحققها (يمكن أيضاً أن نستعيد المشاريع التي تخلينا عنها في الماضي وأن نعمل على انجازها).
وغالباً ما تترافق أوقات التفكير هذه مع القلق والضغط النفسي. ولكي نتحمّل هذه الفترات بشكل أفضل، من المهم أن:
- نقول لأنفسنا إننا سنتجاوزها وإننا سنتغلّب على هذه “اللحظات الصعبة” كما فعلنا مع غيرها من قبل.
- نمنح أنفسنا بعض الوقت كي نستوعب التغيير ولعل الأفضل أن نستفيد من الوقت المتاح أمامنا.
- نتحدّث إلى المحيطين بنا (الشريك، العائلة، الأصدقاء)، وإلى الأشخاص الذين هم في مثل سننا والذين يعيشون بالتأكيد الحالة نفسها تقريباً.
يترافق هذا غالباً مع إعادة توجيه وحاجة إلى مزيد من الروحانيّة والتفكير حول معنى الحياة. تأتي هذه الحاجة بشكل تلقائي من دون أن نوليها أيّ اهتمام.
ويمكن أن يُترجم هذا بظهور طموحات فنيّة (رسم، مسرح، الخ…) تم إنكارها حتى الساعة أو على الأقل تعليقها. يجب ألا ننسى أيضاً أنّ أمامنا حوالى 30 إلى 40 سنة نعيشها، وهذا ليس بالقليل!
إذا أعجبكم مقال “كيف نتجاوز أزمة سنّ الخمسين بسلاسة وهدوء؟ ” لا تترددوا في نشره.
للمزيد من المقالات المشابهة.. تابعونا على موقع الرجل والمرأة
وعلى صفحة الفيسبوك الرجل والمرأة