الرجل والمرأة

في داخل كل منا ذكر وأنثى: متى يلتقيان ومتى يتصارعان؟ (1)

علم النفس القائم على الشكل أو علم الفراسة : الجوانب الجنسيّة

يقدّم لنا علم الفراسة Morphology معلومات حول تعايش الجانبين الجنسيين المتناقضين في داخل كل واحد منا.

لقاء المذكّر والمؤنّث

تختلف طبيعة هذا اللقاء بحسب “المساحة” التي يحتلّها الجانب الجنسي الآخر في حياة الشخص. وتلعب عوامل عدة دوراً ههنا: الوراثة، التربية والبيئة.

وفي هذا السياق، نجد حالتين:
  • تقليل قيمة النزعة المعاكسة منذ الطفولة وتحقيرها
  • إبرازها وتقبّلها كعنصر إغناء

تسمح العلامات التي يكشفها علم النفس بتقويم درجة تأثير هذه العناصر الجنسيّة في الشخصيّة. ويقدّم معلومات حول الطريقة التي ستتأثر بها الطباع.

بالتالي، يمكن للميلين الجنسيين المتعارضين أن:
  • يتواجها فيشكّلان بذلك مصدر صراع داخليّ. عندها، يصبح توازن الشخصيّة مهدداً ويتم استخدام جزء كبير من القوة الحيويّة من دون داعٍ
  • يتحالفا: تُضاف مهارات كل جانب جنسي إلى مهارات الجانب الآخر وتتكامل. وهي تعمل بتناغم وتوافق من أجل بلوغ هدف مشترك.
  • ينعكسا: يطغى جانب الجنس الآخر على الجنس الأساسي ويتغلّب عليه. وتنعكس بالتالي الوظائف المرتبطة بكل ميل.
صراع المذكّر والمؤنث

في هذه الحالة، ترفض الشخصيّة كل ما هو مرتبط بالجانب الجنسي الآخر أو تنكره (وهي عملية تجري بشكل لاواعي أيّ أنّ الوعي لا يتحكّم بها).

يتم تعزيز الميل الجنسي الطاغي فيما يُعتبر الجانب الجنسي الآخر ضاراً وخطراً. وتعمد الشخصيّة إلى وضع عملية انفصال وكبت قيد التنفيذ لحماية نفسها.

يعمل كل جانب جنسي بشكل منفصل عن الآخر. ولا يمكن للجانب الجنسي الآخر أن يمارس أيّ تأثير على الجانب الواعي إذا ما جرى كبته. لكن الميل المكبوت لا يختفي في اللاوعي (هذا ما يقوله التحليل النفسي). هذا الميل يُخنق، يُكمم بالتأكيد إلا أنه يبقى حاضراً وناشطاً وهو يستمر في الظهور انطلاقاً من أعماق اللاوعي. وبالتالي، يدخل في صراع مع “العناصر التي توجّه الشخصيّة وتديرها”.

نتائج المواجهة
  • صراع داخلي يعرّض توازن الشخصيّة للخطر. إنّ وجود عناصر تعارض الشخصيّة باستمرار تعرّض الجسم لضغط مستمر يجعل جهازه العصبيّ ضعيفاً وحساساً.
  • خسارة الطاقة الحيوية. تفقد الشخصيّة الطاقة الحيوية المرتبطة بجزء منها تعرّض للبتر. يُستخدم جزء كبير من الطاقة الحيوية الفردية للحفاظ على عملية الكبت.
  • يبقى الميل المكبوت في مرحلة نمو بدائي. وعندما يظهر، يأتي التعبير عنه نافراً ومرتبكاً فهو لم يتمكّن من أن يتطوّر منذ أن احتُجز في اللاوعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى