الرجل والمرأة

عندما يتفق الجانبان الذكوري والأنثوي داخلنا، ما الذي يحدث؟

عندما يتفق الجانبان الذكوري والأنثوي داخلنا، ما الذي يحدث؟

لقاء المذكّر والمؤنّث

تختلف طبيعة هذا اللقاء أو الاتفاق بين المذكر والمؤنث بحسب “المساحة” التي يحتلّها الجانب الجنسي الآخر في حياة الشخص. وتلعب عوامل عدة دوراً ههنا: الوراثة، التربية والبيئة.

وفي هذا السياق، نجد حالتين:
  • تقليل قيمة النزعة المعاكسة منذ الطفولة وتحقيرها
  • إبرازها وتقبّلها كعنصر إغناء

تسمح العلامات التي يكشفها علم النفس بتقويم درجة تأثير هذه العناصر الجنسيّة في الشخصيّة. ويقدّم معلومات حول الطريقة التي ستتأثر بها الطباع.

بالتالي، يمكن للميلين الجنسيين المتعارضين أن:

  • يتواجها فيشكّلان بذلك مصدر صراع داخليّ. عندها، يصبح توازن الشخصيّة مهدداً ويتم استخدام جزء كبير من القوة الحيويّة من دون داعٍ
  • يتحالفا: تُضاف مهارات كل جانب جنسي إلى مهارات الجانب الآخر وتتكامل. وهي تعمل بتناغم وتوافق من أجل بلوغ هدف مشترك.
  • ينعكسا: يطغى جانب الجنس الآخر على الجنس الأساسي ويتغلّب عليه. وتنعكس بالتالي الوظائف المرتبطة بكل ميل.
توحّد الجانبان الجنسيّان

إنّ الحالة الأكثر انتشاراً هي الحالة التي تكون فيها علامات الجانب الآخر غير ظاهرة أو خفيّة. يبقى وجه المرأة أنثويّاً ووجه الرجل ذكورياً. ويشكّل جانب الجنس الآخر جزءاً لا يتجزأ من الشخصيّة وبشكل طبيعيّ.

إنه تناسق الوجه الذي يجعل خبراء علم المورفولوجي يقولون إنّ التحالف بين الأنوثة والذكورة فعليّ.

تُضاف قدرات كل جانب جنسي إلى قدرات الجانب الآخر وإلى الطاقة المرتبطة بهما فتُغني الشخصيّة. الأمر أشبه بلوحة ألوان الرسّام، فكلما كثرت عليها الألوان، كلما زادت إمكانية المزج بينها للوصول إلى درجات متنوعة.

عندما يجتمع الجانبان معاً ويتوافقان بشكل جيد، يفتحان الباب أمام زخم إبداعي يندمج به الفرد قلباً وقالباً ويبذل فيه كل ما في وسعه.

عندما يعملان معاً في تناغم وانسجام، يساهمان في انجاز مشروع أكبر منه. ويمنحه تحقيق هذا “العمل” الرضا ويساعده على تحقيق ذاته. ونتحدّث هنا عن التسامي.

*في الاتحاد، يتداخل الجانبان ويندمجان، ويرتبطان ببعضهما البعض بواسطة قوة حياة تمنحنا هدفاً نحبه ونركّز جهودنا كلها كي نبلغه”- لويس كورمانون.

ينعكس التسامي على الوجه عبر التناغم، وحجم كل قسم ورقّة الملامح.

تحالف بالتناوب

يمكن لتحالف الجانبين الجنسيين أن يتحقق بالتناوب. وفي هذه الحالة، يكون الجانب الجنسيّ الآخر ظاهراً أكثر ويعرقل الجانب المهيمن لكن من دون وجود أيّ كبت.

ويترك كل واحد منهما بصمته بدوره بحسب متطلبات الحياة. بالتالي، عندما تظهر الحاجة إلى وظيفة أنثوية (تجاوب وتقبّل)، يسيطر الجانب الأنثوي ويدير الدفّة.

وعندما يتطلب الوضع حيويّة وزخماً وروحاً قتاليّة، يمسك الجانب الذكوريّ باللجام.

انعكاس الميول

يأخذ جانب الجنس الآخر أهمية كبيرة إلى حدّ أنه يطغى على الميل الجنسيّ المهيمن. عندئذ، يتراجع الجانب الجنسي الرئيسيّ إلى مصاف الجانب الثانويّ…

ونتحدّث في هذه الحالة عن انعكاس الميول. أما علامات الجانب الجنسي الآخر على الشكل فتظهر بشكل واضح وجليّ على الوجه…

يؤدّي انعكاس الميول في غالبية الأحيان إلى المثليّة الجنسيّة إنما لا يحصل هذا بشكل منهجي. وإن كان شائعاً أن ينجذب الشخص إلى أشخاص من جنسه نفسه إلا أنّ هذا ليس الخيار الوحيد. فقد ينجذب أيضاً إلى أشخاص من الجنس الآخر إنما يبرز لديهم عنصر الجنس الآخر. هذا هو حال الرجال من أصحاب الميول الأنثوية مثلاً الذين ينجذبون إلى نساء مسترجلات.

يمكن أن يبرز هذا الانعكاس منذ الطفولة، فنستنتج هنا أنّ الجانب القويّ أصليّ. لكن يمكن له أن يظهر في مرحلة لاحقة، وهو ينتج في هذه الحالة عن تكييف المحيط أو البيئة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى