طرق مؤكدة لتكسبي الشجار.. وتخسري زوجك

طرق مؤكدة لتكسبي الشجار.. وتخسري زوجك.. بوم! صفقت الباب خلفي بصوت عالٍ جعلني أشعر بالرضا. هذا سيلقّنه درساً! لا بدّ أنه أكثر الأزواج افتقاراً إلى الاحساس في العالم كله. لن أستمع بالتأكيد إلى كلامه اللامعقول واللامنطقي لدقيقة واحدة أخرى.
تملّكني شعور ملتوٍ بالانتصار. أنا واثقة من أنه بدأ يفتقدني ويتساءل متى سأعود. وفجأة، تجمّدت بعد أن لفحني بقوة هواء لا تتجاوز حرارته العشر درجات… حسن، كما لو أنني أقف في البرد القارس والهواء من دون معطف. لقد نسيت معطفي فضلاً عن مفاتيحي. وفيما وقفت على عتبة المنزل، نزلت عليّ فداحة الخطأ الاسترايجي الذي ارتكبته كالصاعقة وجمّدت الدم في عروقي كما فعل الهواء البارد.
ماذا يحصل عندما تخطين خطوة خاطئة في جدال
ما العمل الآن؟ نفرتُ من فكرة العودة الفوريّة المذلّة إلى الداخل بعد هذا الخروج المسرحيّ الدراميّ. فكّرت في أن أسير بشكل رزين في الشارع لكني أدركت أني سأبدو سخيفة تماماً وأنا في ملابسي هذه. إلى أين سأذهب على أيّ حال؟
هذا المأزق جعلني أتأمّل وأفكّر في مسألة أخرى. إلى أين كنت لأذهب لو خرجت ذاك الخروج المسرحيّ حاملة معي معطفي ومفاتيحي؟ وعند التفكير في الأمر جيداً، أليست العودة محرجة وصعبة بعض الشيء، بغض النظر عن متى أعود؟ كما تبقى مشكلة الجدال الأول الذي لا يزال من دون حلّ، تلك المشكلة الصغيرة والمزعجة.
إلا إذا… إلا إذا سارع زوجي للحاق بي وراح يرجوني كي أعود لأنه لا يحتمل البقاء بعيداً عني حتى لدقيقة واحدة. سمحت لنفسي بأن أغرق في حلم يقظة يدور حول هذا السيناريو حتى أعادني الهواء العاصف إلى أرض الواقع. ملاحظة لذاتي: أستخدم استراتيجية “الخروج المسرحي الدرامي” فقط عندما أريد تعقيد الجدال وإبعاد زوجي وجعله ينفر أكثر.
لائحة بما ينبغي عدم القيام به (طرق مؤكدة لتكسبي الشجار.. وتخسري زوجك)
هذه هي البداية المتواضعة للائحة. بعد 15 سنة من الزواج، أصبحت “اللائحة” طويلة بما يكفي. إنها قائمة بالمناورات التي لا تفضي إلى أيّ فوز والتي أستعين بها عندما أريد أن أقوم بأسوأ شيء ممكن لعلاقتنا. إليك أبرز ست مناورات؛ ولعلك ستعرفينها:
1- يأتي الخروج المسرحي الدرامي المذكور أعلاه في أعلى القائمة لأنه المفضّل لديّ.
إنه خيار ممتاز عندما تدركين فجأة أنّ حجتك ضعيفة. فمن شأن هذه الخطوة أن تضع حدّاً لأيّ نقاش في مهده وتحوّل الانتباه عن المشكلة الحاليّة إلى مسائل أخرى، مثل ميلك إلى الدراما. كما تفتح الباب أمام إطالة أمد الانفصال لأنّ العودة مجدداً تنطوي عادة على مذاق مرير.
2- “الضربة تحت الحزام”
أو الانتقاد اللاذع والكلام الجارح وغير العادل، ممتازة لتسجيل النقاط بشكل سريع. يمكنك أن تعرفي أنك أصبتِ الهدف من الغضب الجليّ الذي يظهر في عينيّ زوجك. سيدوم أثر هذه الضربة لفترة طويلة ويلحق ضرراً كبيراً بالثقة والحميمية. إنما عليك أن تحذري، إن كان لديك عيوب فلن يرحمك زوجك وسيرد الصاع صاعين.
3- “السخرية أمام العامة”
تشبه الضربة تحت الحزام إلى حدّ بعيد إلا أنها ضربة تُسدد أمام الآخرين. استخدمي هذه الاستراتيجية إذا أردت فعلاً أن تصعّدي وتفاقمي الضرر الذي يلحق بزواجك. ومن شأن سلوك كهذا أن يجعل الاحراج يطبع علاقتك بالأصدقاء والعائلة لفترة طويلة.
4- “لعبة الانذار النهائي”
تتمتع بإمكانية أنّ تحوّل الجدال بشكل مثير لصالحك. يمكن أن تجبر زوجك على أن يكون حساساً من دون أن تخطي خطوة. تترافق هذه الاستراتيجية مع خطر أن تضطري إلى تنفيذ هذا الإنذار إذا ما قرر زوجك أن يراهن على أنك تخدعينه وتقولين كلاماً فارغاً من دون نيّة التنفيذ. يترك هذا بالتأكيد عواقب وآثار غير سارة لك ولزوجك. الأمر أشبه بأن تربحي حرباً عبر استخدام أسلحة كيميائية حيث تضطرين للعيش مع الغبار السام.
5- تتضمن “استراتيجية رفع الصوت” الصراخ
ضرب الأرض بالقدمين، صفق الأبواب، رفع صوت الموسيقى واستخدام العبارة الشهيرة “أنا لا أسمعك.” هذه الاستراتيجية العبقريّة تغرق رأيّ زوجك في الضوضاء وتمنع أيّ محاولة للتواصل بينكما. تساهم هذه الطريقة في إثارة غضب زوجك وتجعل كل واحد منكما يتمسّك بآرائه. كما تشجّع عادة زوجك على أن يصدر تعليقات عن التصرفات الطفولية والبعيدة عن النضج. لكن إذا نجحت في رفع الصوت بما يكفي فلن تسمعي هذه التعليقات حتى.
6- “المعاملة بالصمت”
هي استراتيجية عقابيّة رائعة (إلا إذا كان زوجك يحلم بالقليل من السلام والهدوء). هذه الخطوة تجعل التفاعل في البيت متكلّفاً. لكن ثمة مخاطرة هنا وهي تكمن في ألا يكون صمتك جلياً لزوجك الذي يمكن أن ينسى أنك ما زلت غاضبة ويعود لمشاهدة التلفزيون.
ما زلت أحياناً ألجأ إلى هذه اللائحة.
وفي أحيان أخرى، لاسيما عندما أكون متعبة من الجدال، الجأ إلى اختبار استراتيجية جديدة: اذكّر نفسي بهدفي القديم والبعيد الأمد من هذا الزواج: علاقة متينة تقوم على المحبة وترضي كلا الطرفين وتحمد الله. بعدئذ، أتساءل عما عليّ أن أفعله كي نبلغ هذا الهدف.
أدعو الله أحياناً أن يمنحني الحكمة ثم أبتلع كلماتي وأحافظ على هدوئي حتى أتمكّن من السيطرة على انفعالاتي وأفعل ما هو لازم من أجل علاقة سليمة وصحيّة. قد أبذل الكثير من الجهد قبل أن أصل إلى هذه النتيجة، إنما يمكنني عادة أن أنجح.
هذه الاستراتيجية الجديدة لا تتضمّن الدراما وليالي الأرق الطويلة كما تفعل الاستراتيجيات التي وردت في القائمة. في الواقع، تكون النتيجة أحياناً ليلة من النوم الهانئ في أحضان الرجل الذي أحب.
إذا أعجبكم مقال “طرق مؤكدة لتكسبي الشجار.. وتخسري زوجك” لا تترددوا في نشره.
للمزيد من المقالات المشابهة.. تابعونا على موقع الرجل والمرأة
وعلى صفحة الفيسبوك الرجل والمرأة