شريكي متقلب المزاج: هل يمكنني التعايش معه أم يجب أن أهرب؟

غالباً ما يكون الشخص الذي يعاني من اضطراب الشخصيّة الحديّ أو المتقلب المزاج مندفعاً ومتهوراً. كما تتشكّل لديه عموماً فكرة غير مستقرة وسلبيّة عن نفسه. وهذا العوامل تحول دون إمكانيّة أن يقيم علاقات هادئة، سواء مع الحبيب أو الزوج أو مع أشخاص آخرين. لكن الأشخاص أصحاب الشخصيّة الحدّية، وعلى غرار العديد من الأناس الآخرين، يقعون في الحب ويرغبون في بناء علاقة مستقرة مع الحبيب.

الشخصيّة الحدية أو الشخصية المتقلبة المزاج، ما هي تحديداً؟

إنّ اضطراب الشخصيّة الحديّ ليس معروفاً من الجميع، وهو يُعتبر مرضاً يطال حوالى 4% من الناس. إنه اضطراب نفسي يتظهّر بأشكال مختلفة.

تحول السلوكيات التي يتسبب بها دون أن يعيش الأزواج في سلام وهدوء إلا أنّ البعض منهم يتمكّن من تجاوز هذا المرض. لكن الحياة اليوميّة يمكن أن تكون صعبة وشاقة على كلا الطرفين.

يبدو الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصيّة الحديّ كسواهم من الناس خارجياً: فهم هادئون، مبتسمون أو لامبالون ويعيشون حياتهم اليوميّة كما يفعل الجميع. لكنهم يحملون في داخلهم القلق والتوتر والاكتئاب والشعور بالذنب وغيرها من المشاعر السلبيّة.

نادراً ما تكون هذه الانطباعات أو التصوّرات ناجمة عن عناصر خارجيّة بل تثيرها على الأرجح الصورة التي كوّنوها عن أنفسهم التي غالباً ما تكون سلبيّة واختزالية.

في الواقع، يجد الزوج (أو الزوجة) الذي يعاني من هذا الاضطراب صعوبة في التعامل مع مشاعره وغالباً ما يشكك في نفسه ويتساءل بشكل متكرر عمن يكون في الحقيقة، وما يمثّله في المجتمع، وعن سبب وجوده على الأرض حتى. وهو يعاني بسبب اضطراب الهويّة هذا، من عدم الثقة في النفس. كما يتكوّن لديه شعور بالفراغ ويتبيّن وجود ميل إلى الانتحار لديه.

ويبدو أنّ النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب من الرجال. فيحاولن غالباً أن يعالجن آلامهن بالشره المرضيّ أو باللجوء إلى أيّ وسيلة من شأنها أن تزيد لديهن الشعور بالراحة والسعادة.

ويرتبط اضطراب تقلب المزاج، بشكل غير مؤكّد، بصدمة عاشها الشخص في الطفولة أو باضطرابات على مستوى الناقلات العصبيّة كالأدرينالين أو السيروتونين، ويرتبط هذا الأخير بالشعور بالألم.

الحياة مع الشخصيّة المتقلبة المزاج

غالباً ما يتغيّر مزاج زوجك بشكل مفاجئ، فيتصرّف بغضب أو مزاجيّة أو يكتئب أو يبدو وكأنه يعاني من الانزعاج والتعاسة من دون سبب جليّ؟ هذه التصرّفات تعود للأشخاص المصابين باضطراب الشخصيّة الحديّ.

إن كان البعض يعتبر هؤلاء مفرطي المشاعر والحساسية بشكل خاص، إلا أنّ البعض الآخر يراهم فائقي الوعي. إنهم ميّالون لإطالة التفكير واجترار الأفكار والإصابة بالهلع وتقليل قيمة الذات بسبب عدم قدرتهم على توجيه مشاعرهم والتحكّم فيها. ويتأتى عن ذلك غالباً تصرفات مفاجئة وغير مفهومة بالنسبة إلى شركاء حياتهم الذين يسرقون منهم غالباً دور الضحية ويتلقون مشاعر الغضب والألم والقلق المبالغ فيها.

لكن، وعلى الرغم من ذلك، يمكنك أن تعيشي مع زوج ذي شخصية متقلبة المزاج. ينبغي بشكل خاص أن تساهمي في تناغمه وهدوئه الداخليين وأن تتحلي بالصبر وأن تبدي استعداداً دائماً للإصغاء إليه!

إذا اكتشفت وجود مشكلة في زواجك فلا تنتظري بل تصرفي على الفور قبل أن يفوت الأوان.