زوجة واحدة أم عدة زوجات: أسباب علمية تجعل البشر يفضلون أحد الخيارين

زوجة واحدة أم عدة زوجات: أسباب علمية تجعل البشر يفضلون أحد الخيارين
أحاديّة الزوج- الأنثى تقرر
خلافاً للعديد من الحضارات البشريّة، غالباً ما تقرر الأنثى في الطبيعة إن كان الذكر سيعيش في علاقة أحادية أم لا. ينطبق هذا على الإوز مثلاً، فذكور الإوز تعيش على أرض يُمنع على الذكور الأخرى الاقتراب منها. إذا استقرّت أنثى في تلك المساحة، فالذكر أحادي الزوجة.
وإذا استقرّ عدد من الإناث هناك لأنّ الأرض توفّر ما يكفي من الطعام ومن الظروف المؤاتية، يكون الذكر متعدد الزيجات.
ويصح العكس أيضاً في هذه الحالة: فليس الذكر من يغادر المكان بل الأنثى. وبالتالي، يمكن للحريم أن يتفكك من جديد.
عندما نحب، نختار الأحاديّة؟!
تستند الجاذبيّة التي تنبعث من الشخص إلى عوامل عدة: المظهر، الطباع والرائحة بشكل خاص. يُمكن للانسان بالتأكيد أن يُدرك الروائح الخاصة بكل فرد. وترتبط هذه الروائح بالمادة الوراثيّة.
يمكن لجسدنا أن يستخدم هذه الروائح الخاصة للتواصل وللإشارة عموماً بشكل لاواعٍ إلى أنّ الشخص الآخر مؤهل ومناسب للتناسل. فما يريده التطوّر قبل أيّ شيء هو: التنوّع.
الرائحة كمعيار مهم
كلما كانت جينات الشخصين مختلفة، كلما ازدادت إمكانية أن يجدا بعضيهما البعض جذابين. إذن، تلعب الاختلافات دوراً جاذباً على الصعيد الجيني. ويعود السبب في ذلك إلى أنّ الطبيعة تفعل ما في وسعها كي تجهّز الذريّة بشكل أفضل لمواجهة الأمراض.
في حال غياب هذا النوع من الانجذاب، يصبح من الصعب أكثر أن يجمع الحب بين الشخصين. لكن طباع الناس ومصالحهم يمكن أن تُقنع الشخص إلى حدّ كبير بحيث ينتهي به الأمر بالوقوع في الحب، سواء أكانت رائحة الجسد أو المظهر الخارجي يتناسبان مع نوع الشريك الذي يجري البحث عنه أم لا.
لكن العلم يشير إلى أنّ الرائحة معيار مهم للغاية.
ما أهمية الجنس في الثنائي؟
ينبغي ألا نستخفّ بعامل الرغبة. فالانجذاب الجنسي هو مقياس لمدى الانجذاب إلى الشريك.
إذا تراجعت رغبة الشريك، فيمكن أن يؤدي هذا إلى مشاكل في العلاقة. فالجنس والنشوة الجنسيّة عند النساء بشكل خاص يؤديان إلى ارتفاع في هرمونيّ الأوكسايتوسين والفازوبرسين (المانع لإدرار البول) أيّ هرمونيّ الاتصال والترابط.
أما عند الرجل، فتنخفض معدلات الفازوبرسين بعد العلاقة الجنسيّة. ويبدو أنّ الرجال أكثر ميلاً لتعزيز وتمتين ارتباطهم العاطفي بطريقة مختلفة.
وهذا طبيعي: فالاهتمام الجنسيّ يتراجع مع الوقت. فما كان ينفع في البداية كدليل أو عربون حب يصبح في نهاية الأمر روتينياً بعد إرضاء الفضول والرغبة.
يبدو هذا الكلام سلبياً أكثر مما هو في الواقع: جنسٌ أقل يعني أولاً أنّ الأمان والثقة أصبحا أهم. لكن العلاقة الجنسيّة الجيدة يمكن أن تتسبب لفترة قصيرة بحالات شبيهة بالثمالة كما أنها تعزز الرابط بفضل بعض الهرمونات وتُعتبر في بعض الزيجات ركناً وجزءاً لا يتجزأ من العلاقة حيث يمكن لهؤلاء الأشخاص أن يقولوا إنهم ما زالوا مغرمين على الرغم من مرور عقود على العلاقة.