رسالة إلى زوجي الذي حاول أن يدمرني

رسالة إلى زوجي الذي حاول أن يدمرني
عندما تقبّلت وآمنت حقاً بأنّي لن أجد قيمتي الذاتية سوى في وجود الله، تغيّرت حياتي!
كانت أولى ردات فعلي أن أعيد تجميع أجزائي المكسورة معاً، وأهرب من السيطرة والتلاعب الرهيبين في حياتي. بدأت أرفض رؤيتك لي، ونعم، بدأت أرفضك أنت! بنَيت جدراناً لأحمي نفسي منك، كي لا تستطيع كلماتك المسيئة وأسلوبك القاسي أن تؤذيني بعد ذلك.
بدأت أعيش حياتي الخاصة، أضع خططي الخاصة، وأتجرأ على الحلم بعيش حياة حرة وسعيدة بعيداً عن سيطرتك. بنيت جدراناً عالية جداً وسميكة جداً حتى أنه لا يوجد ما باستطاعتك فعله لاختراقها.
عندما بدأنا بالتكلم مع مستشارٍ للعلاقات الزوجية، كتبت دليلاً عن الأخطاء – الأخطاء التي ارتكبتها أنا والتي اعتقدتَ بأنها سبب كل مشاكلنا. أين هي أخطاؤك؟ متى كانت آخر مرة أخذت فيها بعض الوقت لتلقي نظرة جيدة على نفسك؟\
أنظر إلى الرجل الذي يصرخ ويضرب عندما يغضب، ثم ينكر أو يدّعي بأنه ليس مذنباً، الرجل الذي يتلاعب بالحقائق ليجعل زوجته تبدو إما مجنونة وإما كاذبة.
ثم أنظر إلى الرجل الذي يعبس ويستهزىء بضحكة ماكرة عندما يتكلم مع زوجته، ثم يتهمها بالسلوك السيئ. أنظر إلى ملك التلاعب، يفرض طريقته، رأيه، ثم يتهم زوجته بالسيطرة وهي تأخذ على عاتقها المسؤولية التي رفض تحمّلها.
أنت مليء بالغضب والمرارة وتريد أن تلوم شخصاً على ذلك، ولطالما كان ذلك الشخص أنا. ولكن، ما يُثير الاهتمام، هو أن الأشياء التي قلتها عني هي في الواقع انعكاسات عنك.
تطلب مني ألا أصبح هستيرية وأنت من يصرخ ويفقد السيطرة. تطلب مني أن أغير تصرفاتي وأنت من يستهزىء، يعبس ويقول ملاحظاتٍ ساخرة.
تتهمني بالكذب وأنت من لديه عادة مزمنة بالتلاعب المستمر والمبالغة في الحقائق لتلبية احتياجاتك.
تصفني بالوسوسة وأنت الشخص الذي يعيد ترتيب البراد ورفوف المؤن بعد أن أضع فيها المشتريات.
لأنك دائماً عصبيّ، عليّ دائماً أن أكون حذرة عندما أتعامل معك، وأنا لا أعلم متى سيغضبك شيء أقوله أو أفعله، ويجعلك تنفجر وكأني في حرب ولست أدري متى سأدوس على لُغم فينفجر بي.
والآن، فلتلقِ نظرة على ما كان بالإمكان أن يحدث – ماذا لو كمّلَت مواهبي وقدراتي، مواهبك وقدراتك، وبدلاً من رفضي،
إنتقادي وتدميري لأني مختلفة عنك
كنا لبنينا صداقة رائعة وشراكة مع بعضنا البعض، بحيث يعوّض كلاً منا نقص الآخر.
عندما تبدأ بالاهتمام لأمري بدلاً من مهاجمتي بكلماتك ولَومي، عندها فقط، قد أزيل بعضاً من الجدران التي بنيتها. يمكن لكلانا أن يتعلم كيف يحترم ويعتني بالآخر، فيأخذ أحدنا الحمل بأكمله أحياناً (مقدماً 100 بالمئة) عندما يحتاج الآخر إلى المساعدة، دون أن يشتكي من ذلك بعد حين، أو نأخذ الملاحظات لمتابعة من منا يقدم تضحياتٍ أكثر.
لا يتعلق الأمر بمن يقوم بتنظيف المنزل ومن يُخرج أكياس النفايات. يتعلق الأمر بالتقبل، المسامحة، الاهتمام، التحمّل والمحبة – دون اللجوء إلى الإيذاء عمداً إو التسلّط وإلقاء اللوم
إذا أعجبكم مقال “رسالة إلى زوجي الذي حاول أن يدمرني” لا تترددوا في نشره.
للمزيد من المقالات المشابهة.. تابعونا على موقع الرجل والمرأة
وعلى صفحة الفيسبوك الرجل والمرأة