حين تتخطى الغيرة الاهتمام وتصبح شكاً.. كيف تنقذون علاقتكم؟

تُعد الغيرة المرضية شبيهة بالبارانويا (جنون الارتياب أو جنون العظمة) . وهي تتميز بخوف عميق من فقدان مَن نحب وقد تتحول إلى كابوس للزوجين إذا عانى أحدهما منها. غالباً ما يكون فقدان الثقة بالنفس من الأسباب الأساسية لهذا الاضطراب. حين تتخطى الغيرة الاهتمام وتصبح شكاً.. كيف تنقذون علاقتكم؟ هذا ما ستتعرفون عليه في هذا المقال.
تعريف الغيرة المرضية
في الأحوال العادية، الغيرة أمر ضروري في العلاقات. تتيح لنا التأكد من حب شريك حياتنا ومن اهتمامه بنا. إلا أن الغيرة تصبح مرضية حين تتسبب بمعاناة للشخص الذي يشعر بها والشريك الذي يتعرض لها في الوقت نفسه. يصبح الخوف من فقدان الطرف الآخر شديداً لدرجة أنها تصل إلى حد التشكيك بالطرف الآخر واعتبار أدنى تصرف أو حركة يقوم بها دليل خيانة.
الشخص الذي يشعر بغيرة مرضية ينغلق تدريجياً في حب يتمنى لو أنه يكون حصرياً. ولتغذية السيناريو الخيالي، يحاول الشخص الذي يشعر بغيرة مرضية تحليل أدنى سلوك. لا يحب أن يتحدث شريك حياته مع أشخاص آخرين ويشك بأدنى تصرف: التأخير، النظرات، الكلمات، أو حتى لحظات الصمت يمكن تحليلها وتفسيرها واعتبارها مصدر شك في هذه الحالة.
يسيطر عليه شكه المرضي ويستحوذ على تفكيره. ويجعله يعاني إلى درجة أنه يصبح مسؤولاً عن العديد عن الخلافات بينه وبين حبيبه الذي يبتعد تدريجياً. تصبح العلاقة مدمرة شيئاً فشيئاً، لأنه كلما عبّر الشخص الغيور عن شكوكه محاولاً السيطرة على شريك حياته، يحاول هذا الأخير إقناعه بأنه مخطئ، مما يثير شكوكه أكثر فأكثر.

أعراض الغيرة المرضية
تظهر الغيرة المرضية تدريجياً في الحياة الزوجية. في البداية، تتيح هذه الغيرة إظهار تعلق أحد الطرفين بالآخر، لكن تدريجياً تظهر بعض الشكوك والمخاوف ويسيطر الخوف على الشخص الغيور من فكرة التخلي عنه. تصبح الغيرة مرضية حين تتحول إلى تملّك وهوس. وتصبح كل الطرق مسموحة للتجسس على شريك حياتنا ومراقبته. تتم مراقبة كل حدث وتحرك بشكل يؤجج الشك ويزيد من حدته.
بالتالي تظهر أعراض الغيرة المرضية:
- الشك: يتخيل الشخص الغيور وقوع الخيانة، ويحلل كل كلمة أو كل تصرف كدليل.
- التحقق: سواء كان الهاتف، أو العطر، أو حتى دفتر المذكرات، يتم البحث في كل شيء للعثور على أدنى إثبات.
- الاستجواب: أدنى موقف يتم اعتباره مصدر شك، موضوع استجواب كامل، مؤدياً في أغلب الأحيان إلى شجار.
- العزلة: لا يستطيع الشخص الغيور أن يقوم بأمور أخرى سوى التفكير بالخيانة. تسيطر عليه أفكاره وتؤثر على حياته اليومية.
- المقارنة: يقارن الشخص الغيور نفسه بأشخاص آخرين من نفس جنسه بالتحديد. فهو يفتقر إلى الثقة بالنفس ويفكر أن الآخرين هم دائماً أفضل منه.
- التملك: خوفاُ من خسارة مكانه، يسعى الشخص الغيور إلى تملك الشخص، الذي يحبه وبكن له الإعجاب، بطريقة حصرية.
- الإعجاب: إنه يعتبر الشخص الذي يكنّ له الإعجاب كمثال، فهو بنظر الشخص الغيور مثالي لدرجة أنه لا يمكن إلا أن يكون مصدر طمع للآخرين.
غيرة مرضية: كيف تتصرفون؟
تشير الغيرة المرضية إلى نقص عميق في الثقة بالنفس. للسيطرة عليها، لا بد من بذل جهد شخصي، بمفردنا أو برفقة معالج نفسي. يعتبر الشخص الغيور بشكل مرضي أنه غير كافٍ لشريك حياته الذي يكنّ له الإعجاب كثيراَ. يعتقد أن لا يستطيع أن يتنافس مع الآخرين. هذا النقص في الثقة بالنفس يؤدي إلى خوف من أن يتم التخلي عنه، مما يزيد من حدة الهوس.
هناك العديد من الحلول المتاحة:
- عدم السعي إلى تأكيد أو نفي كل إتهام؛
- تعلم كيفية التعامل مع عدم الشعور بالأمان وانعدام الثقة بالنفس؛
- التركيز على الإثباتات التي تؤكد الحب بدلاُ من تلك التي تؤكد الخيانة؛
- الثقة بالطرف الآخر؛
- عدم مقارنة أنفسكم بالآخرين؛
- العيش لأجل أنفسكم لا لأجل الآخرين؛
- الاعتناء بأنفسكم؛
- تطوير مجالات اهتمام أخرى؛
- تقدير أنفسكم؛
- تقبل المجاملات.
قد تمتد جذور انعدام الثقة بالنفس هذا إلى طفولتكم بسبب الافتقار إلى الحب، أو نتيجة لخيانة أو تجربة عاطفية فاشلة. للتخلص منه يتطلب الأمر استجواباً طويلاً لأنفسكم والتفكير في علاقتكم بشريك حياتكم.
إذا أعجكم مقال “حين تتخطى الغيرة الاهتمام وتصبح شكاً.. كيف تنقذون علاقتكم؟” لا تترددوا فب التعليق والنشر.
للمزيد من المقالات المشابهة.. تابعونا على موقع الرجل والمرأة
وعلى صفحة الفيسبوك الرجل والمرأة