حتى لا تقعي في حب شخص منحرف نرجسي ذات مرة…

حتى لا تقعي في حب شخص منحرف نرجسي ذات مرة…
المنحرف النرجسي هو حرباء دقيقة في ادائها، يتكيّف باستمرار مع بيئته ويرفض ان يعترف بحقيقته وما هو عليه فعلاً.
وطالما يستطيع ان يكون شخصاً آخر مع كل شريك جديد، فلمَ عليه أن يتغيّر؟
يتمتع النرجسي بحب مستمر ودائم، وبحياة جنسيّة مُرضية وبكمٍ من الحب والعاطفة والاهتمام اللامتنهي أي كل ما يمكن للعلاقة أن تقدّمه من نواحٍ ايجابية.
وهو لا يبحث عن الحب فعلاً بل عن التسليّة، والإثارة والشغف.
ولا يرحل طالما انّ العلاقة لا تثقل كاهله لكن عندما يعتقد الشريك أنه ملتزم بقصة حب جدّية، يتحوّل المنحرف النرجسي ويتبدّل بحيث يصبح شخصاً آخر تماماً.
وفي حين أنّ نصفه الآخر يحلم بتأسيس بيت وبناء أسرة، يبدأ النرجسي غير المتوازن بالبحث عن المخرج. وهذا كله مربك ومحيّر بالنسبة إلى الشخص “الطبيعي”.
إنّ الجزء الأكثر شراً ولؤماً والأكثر متعة في آن واحد بالنسبة إلى النرجسي هو أن يشاهد الشريك السابق يتلوى ألماً فيما هو يبحث عن ضحية جديدة.
ثمة أسباب عديدة تشرح انتقاله سريعاً إلى أمر آخر- علماً أنّ السبب الرئيسي يكمن في عدم ثقته في نفسه.
وهو لا يقدّر نفسه فعلياً، فقد خنقها وكبتها منذ زمن بعيد وهو يبحث عن وسيلة لتهدئة ألم يعجز عن احتماله. إنه يكره نفسه في أعماق ذاته. ومن دون مرآة تعكس “جماله”، سيغرق في حالة من الاكتئاب ويعجز عن التصرّف والعمل على المستوى النفسي.
يزول النرجسي من الوجود من دون طاقة شخص آخر، وهذا ما لا يمكنه احتماله وما يخشاه في سرّه، إنها التبعيّة للآخرين بغية اشباع حاجاته. ومن الطبيعي أن يُعاقَبَ الأشخاص الموجودون في حياته بالهجر والقسوة والبشاعة.
بالتالي، يمكن تشبيه استعراضه لشريكه الجديد بسلوك طفل يلوّح بلعبته الجديدة أمام طفل آخر وكأن النرجسي يقول: “أنظري إلى لعبتي الجديدة. لا يمكنك الحصول عليها. هذه اللعبة تلمع وهي جديدة، ومتسامحة وساذجة تماماً. سأركض وأقفز وأحب هذه اللعبة أكثر من ألعابي القديمة كلها. كم أنا محظوظ!”
وحالة الانهيار التي نعيشها بعد أن تم استغلالنا تجعلنا نقتنع بأنّ الشخص الذي تلاعب بنا أجرى تغييراً هائلاً ليصبح شخصاً جديداً بالكامل من أجل الشريكة الجديدة.
وعلى الرغم من أكاذيبه، وخياناته وعلاقاته المتتالية التي يجمّلها بقصص مختلقة ونابضة بالحياة وساحرة، إلا أنه أصبح بين ليلة وضحاها رجل أحلامنا. لا، لن يحصل هذا أبداً.
وما هي إلا مسألة وقت حتى يرى النرجسي أخطاء وعيوب الشريك، وحتى يتطلّب حبهما المزيد من الوقت والطاقة أو حتى يملّ من لعبته المستعملة.
وما إن يطالب حبه الجديد المثالي بشيء مجنون، كمزيد من الوقت أو الاهتمام، حتى يبدأ مهمة جديدة، مهمة البحث عن وجه جديد.
إذا أعجبكم مقال “حتى لا تقعي في حب شخص منحرف نرجسي ذات مرة…” لا تترددوا في نشره.
للمزيد من المقالات المشابهة.. تابعونا على موقع الرجل والمرأة
وعلى صفحة الفيسبوك الرجل والمرأة