تنتهي كل الفرص، تنسحب المرأة، فيقرر الرجل التغير ولكن..

أتعلمون ما المضحك المبكي في سيناريوهات الحب؟ أن الرجل يقسو على شريكة حياته حين يعتقد أنه امتلكها وأنها تحبه حد عدم التخلي عنه. وأنه يجرحها دون اكتراث إلى أن يكسر قلبها. والمرأة تقرر الرحيل حين تُكسر، فيما يقرر الرجل التغيّر حين تقرر هي الرحيل، أي بعد فوات الأوان. إنه السيناريو المؤلم: تنتهي كل الفرص، تنسحب المرأة، فيقرر الرجل التغير ولكن..
كيف يمكن لها أن تنقلب ضدّ نفسها وتمنحك فرصة ثانية في حين أنك لم تلاحظ حتى كافة الفرص التي أعطتك إياها في السابق؟
كيف لها أن تدوس على كبريائها وأن تكون الشخص الذي يحارب من أجلك فيما أنت لم تتكبد يوماً عناء القيام بأدنى جهد من أجل علاقتكما؟
لا، لا يمكنها أن تفعل ذلك ولن تفعل. انتهى الأمر بالنسبة إليها ولا يمكن لأيّ شيء أن يجعلها تبدّل رأيها. وفي هذه اللحظة، ستنفصل عنك عاطفياً.
إنّ المرأة التي تشاركك حياتك قد انفصلت عنك للتو حتى وإن لم يكن لديك أدنى فكرة عن ذلك. نعم، ستعيش معك لبعض الوقت، لكن هذا لن يغيّر شيئاً صدّقني.
لقد خسرتها فكرياً وعاطفياً، وهذا أسوأ أنواع الفقد. وبعد أن يحصل هذا، تتبخر كافة فرص استعادتها. أصبحت وحيداً اعتباراً من هذه اللحظة.
ولا تعتقد أن الأمور على خير ما يرام بينكما إن لم تقل لك إنها انفصلت عنك فهذا غير صحيح، وبعيد كل البعد عن الحقيقة.
سيزداد تحفّظها وبعدها تدريجياً. وفي لحظة معيّنة، وبعد أن تحلّ الأحجيّة التي تشغل عقلها، ستقول لك إنها ستتركك. ستقول لك إنّ الكيل قد طفح وإنها لا تستطيع أن تتحمّل المزيد.
وفي هذه المرحلة، ستقرر أن تنفصل عنك نهائياً ورسمياً!
عندئذ، ستقوم أنت برد فعل. عندما تقول لك إنها تريد أن تتركك، ستخشى أن تخسرها. سترجوها كي تبقى وتعدها بأن تتغيّر. ستقول لها إنك ستبذل الكثير من الجهد وإنكما ستمضيان المزيد من الوقت الجميل والمميز معاً وستعدها بأن تتواصل معها بشكل أفضل.
لكنك استنفدت فرصك.
عندما رجتك أن تفعل شيئاً، تجاهلت كلامها. وحين قالت لك إنّ عليك أن تتغيّر، تصرّفت وكأنها مجنونة.
كانت هذه فرصك كي تحسّن الأمور، كي تعودا ذلك الثنائي السعيد الذي كنتما عليه في البداية. أما الآن، وبعد أن قالت لك إنّ ما جمعكما انتهى، لم يعد بوسعك أن تفعل شيئاً.
فالمرأة التي تقف أمامك لتقول لك إنها ستغادر إلى الأبد، لم تعد هي نفسها المرأة التي وقعت في حبها.
لقد رحلت منذ وقت طويل بسببك. فأنت من حطّمها وغيّرها إلى الأبد. وهذه الواقفة أمامك، هذه التي تقول لك “عليّ أن أرحل”، هي النسخة المعدّلة منها.
فاللحظة التي انفصلت فيها عنك عاطفياً هي اللحظة التي تغيّرت فيها تماماً. حتى ذلك الحين، كنت جزءاً من قلبها، من الهواء الذي تتنفسه لكنك أصبحت الآن مجرد انسان آخر في عالم مليء بالأشخاص المجهولين.
حاربت من أجله ومنحتك الكثير من الفرص قبل أن تقرر أنها اكتفت.
بالتالي، لا تتكبد حتى عناء أن تطلب منها البقاء، أرجوك. لا تتكبد عناء الاهتمام بها وتقديم الهدايا الثمينة لها الآن. فهذا الأسلوب لن يفلح. حين تنسحب المرأة تكون قد فكرت كثيراً قبل اتخاذ القرار.
منحتك الفرص لكنك أضعتها كلها. اعتبرت أنها من المسلّمات في حياتك واعتقدت أنها ستبقى فيها. لكن وفي بعض الأحيان، حتى المرأة التي تحبك دون قيد أو شرط، لا تملك الطاقة اللازمة كي تحارب من أجلك.
بعد أن أعطتك الكثير من الفرص، لم يعد لديها القوة اللازمة لتمنحك المزيد لأنّ كيلها طفح وقررت الرحيل.
إذن، لا تنسَ أنّ المرأة تنفصل عنك عاطفياً قبل أن تقول لك إنّها اكتفت وإنّ ما كان يجمعكما انتهى. وفي هذه اللحظة، لا يمكنك أن تفعل أيّ شيء كي تجعلها تبدّل رأيها.
إذا أعجبكم مقال “تنتهي كل الفرص، تنسحب المرأة، فيقرر الرجل التغير ولكن..” لا تترددوا في نشره.
للمزيد من المقالات المشابهة.. تابعونا على موقع الرجل والمرأة
وعلى صفحة الفيسبوك الرجل والمرأة