الغيرة ومحاولة التصدي للخيانة الزوجية في العلاقات

الغيرة شعور مشترك بين البشر، فقد اختبر أغلبنا مرة أو أكثر هذا الشعور في علاقاتنا، وخاصة العاطفية منها. أحياناً هي مجرد شعورٍ عابر، لكنّه يتطور أحياناً أخرى فنشعر بحاجتنا لأن نعبر عن ذلك للشريك. السؤال هنا هو عن كيفية القيام بذلك بطريقة سليمة ومفيدة لإيصال مشاعرنا وتساؤلاتنا، مع الحفاظ على متانة التواصل والثّقة في العلاقة. فمتى تكون الغيرة مفيدة وصحية في العلاقة؟ ومتى تكون الغيرة محاولة بهدف التصدي للخيانة الزوجية في العلاقات؟
لنلقِ نظرة حول ما تعنيه مشاعر الغيرة في العلاقات العاطفية ، وكيف يمكننا بدء الحديث مع الشريك حول هذه المشاعر.
هل من الطبيعي أن تكون غيوراً في العلاقة؟
من الشائع للغاية أن نشعر بالغيرة، بغض النظر عن إن كان الشريك يتصرف بطريقة تبرر هذا الشعور أم لا، كالتودد لأحد آخر، أو الخيانة.
هناك نظريات حول أن للغيرة مراحل تطوريّة، وأن البشر تطوّروا ليحموا علاقاتهم العاطفية ولدرء احتمال الخيانة الزوجية.
الغيرة الصحية والغيرة غير الصحية
ينظر معظمنا للغيرة من منظورها السلبيّ. فنعتقد أن الشخص الغيور يشعر بالقلق وعدم الثقة في علاقته. أو قد نفكر بأنه شريك متملك غاضب يشك في كل خطوة يقوم بها الآخرون، سواء كانت مبررة أم لا.
لكن عندما تكون أشكال الغيرة المهووسة غير صحية، يمكن أن تتحول إلى إساءة عاطفية أو عنف. وفي أحيان أخرى تكون الغيرة العاطفية صحية، فيجب تجربتها في العلاقة.
عند النظر للأمر من منظور مختلف، قد يكون الشريك الغيور هو من يشعر بالشغف اتجاه العلاقة، ويسعى لبناء أساس من الثقة من خلال التعبير عن احتياجاته وضوابطه. في الواقع، وجد الباحثون أن الغيرة في العلاقات مرتبطة بـ:
- الحب المفرط للشريك
- الشعور المفرط بالحب
- المزيد من الاستقرار في العلاقة
بمعنى آخر يمكن للغيرة أن تكون مكوّناً صحيّاً، وعندما يعبّر عنها بطريقة إيجابية تزيد مقدار سعادة وعمر العلاقة.
التصدي للخيانة الزوجية في العلاقات
من المهم أن تضع في اعتبارك أنك إن كنت على قناعة بأن شريكك ليس مخلصاً، سواء أكان يقيم علاقة مع أحد ما من وراء ظهرك، أو لديه علاقة عاطفية، أو يخلف اتفاقه معك حول تصرف ما متعلق بعلاقتكما، فأنت تعاني من أكثر من مجرد غيرة عادية.
إن كان لديك سبب للإعتقاد بأن الشريك قد كسر قاعدة حساسةً جداً في علاقتكما، فإن شعورك بالضيق والأذى ردّ فعل طبيعي. وبينما تعاني أنت من الغيرة، فإن معالجة المشكلة ليست بسهولة تعلّم التعبير عن غيرتك بطريقة سليمة.
عليك أيضاً التركيز على كيفية معالجة الشكوك حول الخيانة بطريقة واضحة ومحترمة. فالتحدث إلى صديق موثوق أو أخصّائي يمكن أن يساعدك بذلك. ويمكن أن تتوجه الى مستشارٍ في العلاقات الزوجية كوسيلة للتعامل مع تداعيات الخيانة الزوجية مع الشريك.
كلمة أخيرة
الغيرة هي عاطفة معقدة وغير مريحة، لكنّها غالباً ما تظهر في العلاقات العاطفية. لا يجب ان تشعر بالخجل إن كنت تعاني من الغيرة، فهي إحدى المشاعر التي تجعل منا بشراً. ولذلك، من المهم جداً أن تجد الطريقة السليمة للتعبير عنها. فيجب أن تنبع من هدوء وضوح وتحضّرٍ إن أمكن، وأن تعطي فرصة للشريك لتحليل ما تقوله.
إن كنت تجد صعوبة في إيصال مشاعرك للشريك، أو كنتما تواجهان مشكلة في نقاش أحد المواضيع، فمن الجيد أن تفكر في جلسات العلاج الزوجية أو الفردية.
إذا أعجبكم مقال “الغيرة ومحاولة التصدي للخيانة الزوجية في العلاقات” لا تترددوا في نشره.
للمزيد من المقالات المشابهة.. تابعونا على موقع الرجل والمرأة
وعلى صفحة الفيسبوك الرجل والمرأة