الحب الثالث في حياتنا هو الحب الحقيقي الذي لم نكن نتوقعه فعلياً

الحب الثالث في حياتنا هو الحب الحقيقي الذي لم نكن نتوقعه فعلياً .. إنه الحب الذي يبدو بشكل عام كأنه غير نظامي ويدمر كل معتقداتنا التي كنا نحملها حول الحب. كما أنه الحب الذي يأتي بطريقة أسهل مما يمكن توقعه أو تصديقه. إنه نوع الحب الذي لا يمكننا تفسير الرابط فيه والذي يجرفنا معه لأننا لم نره مسبقاً في مخيلتنا أبداً.
إنه الحب الذي نلتقي خلاله بشخص ما، ويتناسب كل شيء معنا
لا يوجد توقعات تتعلق بالمثالية هنا حول الطريقة التي يتصرف عبرها الطرف الآخر، ولا ضغوطات كي نصبح أشخاصاً مختلفين عما نحن عليه.
يتم تقبلنا بكل بساطة كما نحن – مما يهز كل أسس ذاتنا ووجودنا. هذه العلاقة بكل بساطة لا تمثل الفكرة التي كنا نكوّنها عن الحب، كما أنها لا تتوافق مع قواعد الأمان والسلامة التي كنا نأمل بتأسيسها.
ومع ذلك، فإن هذا الحب يقلب ويتحدى أفكارنا المسبقة، ويثبت لنا أن الحب الحقيقي ليس كما كنا نتخيله.
إنه الحب الذي يستمر بطرق بابنا مهما استغرقنا من وقت للرد والاستجابة.
إنه الحب السليم الذي يناسبنا بشكل مثالي.
ربما لن نختبر جميعاً في حياتنا هذه التجربة الفريدة لهذا النوع من الحب، لكن ربما يعود السبب لأننا ببساطة لسنا مستعدين لخوض مثل هذه التجربة. وربما علينا في الواقع أن نتعلم أولاً ما هو الحب قبل أن نستحقه.
ربما نحتاج إلى حياة كاملة لتعلّم كل درس، أو ربما إذا كنا محظوظين، قد لا يستغرق الأمر سوى بضع سنوات.
ربما ليس علينا نحن أن نكون مستعدين للحب، إنما على الحب أن يكون مستعداً لنا.
ثم أن هناك من يقعون في الحب مرة واحدة، ويظهرون شغفاً بحبهم الوحيد هذا حتى أنفاسهم الأخيرة. مع الصور الباهتة من العصور القديمة، تمكن أجدادنا من تخليد حب عمره أكثر من 80 عاماً – هذا النوع من الحب الذي يحعلنا نتساءل عما إذا كنا نعرف حقاً ما هو الحب. قيل لي ذات مرة إن هؤلاء هم الأشخاص المحظوظون فعلاً، ربما في الحقيقة.
لكن مع ذلك، أرى أن الأشخاص المحظوظين فعلاً هم أولئكَ الذين يتمكنون من التعرف على نوع الحب الثالث.
إنهم الأشخاص الذين سئموا المحاولة والذين استمرت قلوبهم المكسورة في النبض بعنف، متسائلين عما إذا كان هناك شيء خاطئ في طبيعتهم وفي طريقتهم في الحب.
فيما الوضع ليس كما يظنون؛ يتعلق الأمر بأن تعلموا إذا ما كان شريك حياتكم يحبكم بنفس الطريقة التي تحبونه بها.
إن عدم نجاح العلاقات السابقة لا يعني أن الأمر لن ينجح اليوم.
الأمر برأيي بتعلق بأن نعلم إذا كان هناك حدود في الطريقة التي نحب بها، أو ما إذا كنا نحب بلا حدود.
يمكننا جميعاً ان نختار البقاء مع حبنا الأول، ذاك الحب الذي يبدو فيه كل شيء واعداً، ويجعل الجميع يشعرون بالسعادة.
كما بإمكاننا اختيار الاستمرار في علاقتنا مع الحب الثاني، مقتنعين بأنه إن لم يكن علينا أن نقاتل لأجله، لما كان الأمر مهماً- أو بإمكاننا اختبار الإيمان بالحب الثالث.
هذا الحب الحقيقي الذي يجعلنا نشعر بأننا في ديارنا دون سبب مبرر؛ الحب الذي لا يشبه العاصفة، بل هو منارة للسلام والاستقرار نهاراً و ليلاً.
ربما هناك ما هو مميز في حبنا الأول، وما هو مؤلم في حبنا الثاني.. لكن من المؤكد وجود شيء مذهل تماماً فيما يتعلق بحبنا الثالث.
- هو الحب الذي يأتي دون أن نتوقعه
- وهو الحب الذي يبدأ كي يستمر ويدوم
- وهو الحب الذي يفسر لنا لما لم تنجح كل علاقاتنا السابقة في الماضي
احتمال وجود هذا الحب هو ما يدفعنا إلى الاستمرار بالمحاولة، هو حب يستحق الجهد والانتظار، لأننا في الحقيقة لا نعلم مَن الشخص الذي سنلتقي به ونقع في حبه.
“لقد وجدت جزءاً مني لم أكن أعلم بوجوده أبداً وفيك وجدتُ حباً لم أعد أعتقد أنه موجود»
للمزيد من المقالات المشابهة.. تابعونا على موقع الرجل والمرأة
وعلى صفحة الفيسبوك الرجل والمرأة