“اتبعني أهرب منك، اهرب مني أتبعك”: لماذا يتصرف الرجل هكذا؟

نشعر في بعض العلاقات العاطفيّة أنه من الضروري اتباع هذه المقولة “اتبعني أهرب منك، اهرب مني أتبعك”، للسيطرة على الوضع وتجنّب العذاب والألم. ونتساءل هنا “لمَ يمكن لأيّ انسان (رجل أو امرأة) أن يتصرّف على هذا النحو؟”
ليس منطقياً أو ايجابياً أو متسقاً أن تُطبّق مبدأ “اهرب مني أتبعك” عندما تكون ناضجاً ومتفتحاً فكيف تفهم سلوك الشريك أو الشخص الذي ترغب في جذبه إليك؟
حسن، لديّ الجواب! خلال تجربتي، أُتيحت لي فرصة مواكبة أشخاص إما يطبّقون هذا المبدأ وإما يتحمّلون عواقبه. وبما أنني رأيت الجانبين، وجدت أنّ ثمة تفسير لما أسمّيه “سلوك غير منطقيّ في الحب.”
في الواقع، يجب دراسة الغريزة البدائيّة للانسان الذي لا يحتمل فكرة أن يفقد شيئاً ما يملكه. وفي هذه الحالة، نتحدّث عن الحب الذي يتمنى هذا الشخص أن يملكه على الدوام من دون أن يلبي حاجاته حكماً.
سأشرح ما أعنيه.
عرضت في مقالة سابقة ( ينجذب الانسان إلى كل ما لا يملكه بعد! ما معنى هذا في العلاقة العاطفية؟ (1) )مفهوم توازن القوى الذي يمكن أن نجده في العلاقات المختلفة. انطلاقاً من هذه اللحظة، يجب أن تعرف أنّ الانسان لا يمكن أن يتقبّل خسارة الحب الذي تمنحه إياه. لهذا السبب، سيميل إلى العودة إليك فقط عندما تجافيه وتهرب منه.
عندما تنفصل عاطفياً، سيقوم الشخص الذي تتودد إليه أو الذي ارتبطت به، بردّ فعل يجعله يتقرّب منك سريعاً ليضمن أنك ما زلت ملكاً له. ولا يتحقق هذا الوضع إلا عندما تصبح مستعداً لأن تنفصل بشكل جدّي. لكن سلوكه لا يعني على أيّ حال رغبة أو إرادة التزام من ناحيته. أنا أراه سلوكاً للتلاعب بك، وهو غالباً ما يكون لاواعياً إلا أنه يتوجّب عليك أن تأخذه بعين الاعتبار إذا أردت أن تحقق تفتّحك الشخصي.
تميل في مثل هذا الوضع إلى أن تراقب أيّ حركة أو تصرّف من “هدفك”. وغالباً ما تعمد إلى تأويل الإشارات العادية وحتى التافهة منها. لا فائدة من أن تبذل كل ما في وسعك لتطمئن. بل أدعوك لأن تركّز فكرك على أمر آخر إن كنت ترغب فعلاً في أن تحظى بالفرصة كي تسحرها.
هل من فرق بين الرجال والنساء؟
بحسب تجربتي في التدريب وما لمسته “على الأرض”، تبيّن لي أنّ الرجال يمارسون بغالبيتهم هذه المقولة “اتبعني أهرب منك، اهرب مني أتبعك”، وأنهم يميلون إلى التوقّف عن هذا عندما يجدون امرأة تناسبهم أكثر على ما يبدو.
لا بد أنّ النساء يقلن الآن “يا له من سلوك جبان!” وأنتن لستن مخطئات…. إلا أنّ النساء يمارسن أيضاً هذا النوع من السلوك وأرغب في مساعدتكن على ايجاد حلول كي تتجنبن العذاب.
كيف تتصرفين عندما يتهرّب الرجل منك ويبدو متردداً؟
سأنصحك سيدتي قدر المستطاع باتخاذ خطوات لا تسرّك دوماً إلا أنها ضرورية إن كنت ترغبين في ايجاد توازن في علاقتك وفي تحقيق تفتحكّ في حياتك اليوميّة.
عندما تقابلين رجلاً يميل إلى التهرّب منك أو رجلاً متردداً بشأن ارتباط محتمل بعلاقة جادة، رجلاً لا يوليك الاهتمام الذي ترغبين فيه لكنه يتقرّب كثيراً منك عندما تبدين على وشك أن تقلبي الصفحة، ولا يتردد في أن يجعلك تشعرين بأنك مهمة في نظره عندما يُحشر في الزاوية، سواء عبر استعمال الكلام أو باعتماد سلوك وتصرّفات معيّنة للتقرّب منك… إذن، عليك أن تعرفي أنه من الضروري أن تكيّفي سلوكك وتصرفاتك!
تالبع القسم الثالث من المقالة: المرأة العاشقة جداً لا تثير اهتمام الرجل! وأسرار أخرى في لعبة الحب (3)