إليك أنتِ يا مَن تبذلين قصارى جهدك للاحتفاظ برجلٍ لا يستحقك

أن تدركي أن هذا الرجل لا يعاملكِ كما يجب وأن تتقبلي فكرة أنه لا يستحقك، أصعب أمرين يمكن القيام بهما.
لكنهما أيضاً من الأمور التي تحتاج إلى الشجاعة. لأنها ستكون الخطوة الأولى نحو عملية الشفاء التي تحتاج إلى وقتٍ طويل
حين كنتُ أصغر سناً، كنتُ أنظر بفوقية إلى النساء اللواتي يسيء أزواجهنّ معاملتهنَ، وأحكم عليهن بشكلٍ أو بأخر. كنتُ أعرف شخصياً الكثير منهن وكنتُ على دراية بالصعوبات التي يعانينَ منها.
كنتُ أعلم أيضاً أنهن نساء ذكيات وأنه من المستحيل أن يكن غير مدركات للطريقة التي تتم معاملتهنّ بها.
على أي حال، كل ما كنتُ أعرفه عن علاقتهن كان يتلخص فيما يخبرنني به – وفي حال كنّ يتحدثن عن أزواجهنّ بعبارات واقعية، هذا يعني أنهم يدركن أن هؤلاء الرجال لا يستحقونهنّ.
هؤلاء النساء لم يكنّ معتمدات على شريكهن أو زوجهن (لا من الناحية المادية، ولا من أي ناحية أخرى)؛ إذاً لم يكن هناك ما يمنعهنّ من الرحيل.
لكنهن كن يبذلن كل ما بوسعهن للاحتفاظ بهؤلاء الرجال ولم أكن أفهم السبب الذي يدفعهن إلى القيام بذلك.
كنّ يبدون في نظري جبناوات. أنا أخجل من هذا الأمر الآن، لكنني كنتُ أطلق عليهن الأحكام.
إلى أن أصبحتُ واحدة منهن.
إنها الطريقة التي بدأتُ عبرها أرى الأمور وفق وجهة نظرهنّ.
في بداية العلاقة السامة، كان شريك حياتي يعاملني كالملكة.
كان يفعل كل ما بوسعه للوصول إليّ. ظننتُ أنه الشخص الذي لطالما انتظرته.
وحتى في ذاك الوقت، حين كنتُ اتحدث إلى صديقاتي اللواتي لا يستحقهن ازواجهن، لم أكن أفهم لماذا يبقين ولماذا يقاتلن.
كيف لم يرين أن هناك رجال رائعين، كحبيبي، قادرون على أن يقدموا لهنّ كل ما يستحققنه؟
ومن ثم أتى دور الكارما. مما جعلني أندم على كل الأفكار السلبية التي كانت تراودني بشأن هؤلاء النساء. وعرفتُ معنى أن تتعلقي برجلٍ لا يستحقك.
بسرعة كبيرة، أحببتُ شريك حياتي بعمق، وأصبحت علاقتنا جدية. لم أخفِ مشاعري عنه ولا عن أي أحد.
لكن بمجرد أن شعر أن باستطاعته التأكد من أنني سأبقى معه، تغيّر كلياً.
في البداية، كان يحاول التقليل من شأني. يلي ذلك أنواع أخرى من التعنيف النفسي.
وفي النهاية، بدأ يخونني مرة تلو الأخرى.
كنتُ أعلم أنه ليس حباً. وفي أعماقي، كنتُ أدرك أن الأمور لا ينبغي أن تكون على هذا النحو بيننا.
كنتُ أدرك تماماً أن طريقته في معاملتي لم تكن جيدة وانه لا يستحقني.
وبدأ باقي الأشخاص المحيطين بي بإدراك ذلك أيضاً.
ولكن لسبب لا أدركه، لم أقم بما يجب القيام به للرحيل.
بل على العكس، كنتُ أبذل أقصى جهدي لإبقائه بالقرب مني.
ربما تتساءلون الآن لِمَ تسير الأمور على هذا النحو..
إذا أردتم متابعة الجزء الثاني من مقال “إليك أنتِ يا مَن تبذلين قصارى جهدك للاحتفاظ برجلٍ لا يستحقك” لا تترددوا في التعليق والنشر.
للمزيد من المقالات المشابهة.. تابعونا على موقع الرجل والمرأة
وعلى صفحة الفيسبوك الرجل والمرأة