أصبحت زوجتي مجنونة: لِمَ تصبح المرأة هستيرية؟

لم تعد تعرف تلك التي أحببتها… أنت تعيش في الوقت الراهن موقفاً حساساً فكل شيء موضع تساؤل. في الواقع، لم تعد تتمكّن منذ بضعة أسابيع أو بضعة أشهر من أن تقيم مع زوجتك العلاقة نفسها التي كانت قائمة بينكما في الماضي وتخشى أن يؤثر سلوكها أكثر في قصتكما. لقد تغيّرت تصرفاتها وأصبحت تتخذ قرارات لا تجد صعوبة في تقبّلها وحسب بل تعجز أحياناً عن فهمها أيضاً. أن تصل إلى حدّ أن تقول لنفسك “لم أعد أعرفها، أصبحت زوجتي مجنونة!” يعكس فعلياً المأزق الكبير الذي وقع فيه زواجكما.
لكن وجودك هنا يعني أنك ترغب في الخروج من هذا الوضع وأنك ما زلت تؤمن بقصة حبكما. أهنّئك لأنك لم تستسلم في هذه اللحظات المؤلمة ولأنك تبحث عن حلول بدلاً من أن ترحل أو من أن تتألم بصمت.
لمَ أصبحت زوجتي مجنونة؟
أودّ أن أشير إلى أنّ جنون المرأة ليس بالأمر السلبي دائماً. في الواقع، قد تكون مجنونة في الحب أو الرغبة، سواء أكان عاطفياً أم جنسياً!
إذا شعرت بأنك غير معنيّ بهذا التعريف فلا بدّ من أنّ التعريف التالي يتناسب مع قصتك.
فالمرأة المجنونة لديها أسبابها لتتصرّف عل هذا النحو، سواء شئنا ذلك أم أبينا، وحتى لو وجدنا صعوبة في تقبّل تصرفاتها. أحد هذه الأسباب الأكثر شيوعاً هو الأزمة المرتبطة بالعمر. سواء أكانت في الأربعين أو الخمسين أو إذا ما تقاعدت للتو. تحصل تغيّرات جسديّة ونفسيّة وهرمونيّة تبرر تحوّل سلوك الشخص وحتى تغيّره بشكل جذريّ. في الواقع، حتى النساء الشابات لا ينجينَ من مثل هذه الأزمات لأنّ أزمة الثلاثين الوجوديّة تحصل أيضاً!
لكن اعتبار زوجتك هستيرية ليس صحيحاً على الدوام، لاسيّما عندما تكون أنت المسؤول عن تصرّفها.
عندما أتعامل في مجال عملي في التدريب مع رجال يجعلون زوجاتهم يشعرنَ بالغيرة. ولا يظهرون أيّ اهتمام ومراعاة ويميلون بالتالي إلى إهمال زوجاتهم، رجال لا يبذلون أيّ جهد في العلاقة ولا يعطون من ذاتهم. فمن الطبيعي في هذه الحالة أن يجدوا قبالتهم امرأة تقوم بردود أفعال سلبيّة، تفقد أعصابها لا بل تبتعد عنهم تدريجياً.
أن يقول الرجل لنفسه إنّ حبيبته مجنونة أمر غير منصف، فعليه أيضاً أن يحلل سلوكه عندما يريد أن يعرف ما الذي يحصل. لدينا في معظم الحالات الأجوبة على أسئلتنا لكننا نفتقر إلى الموضوعيّة أو نعتبر أنّ لا عيب فينا وأنّ سلوكنا لا تشوبه شائبة، وهذا ليس صحيحاً على الدوام!